للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يأتي أمراً نهى عنه غيره إلا أن يكون من خصائصه، ولكنه نهى الخطيب خشية عليه أو على بعض المستمعين أن يتوهم التسوية بين الله ورسوله، أما هو - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه أعرف الناس بربه وبنفسه وبحال من خاطبهم.

• غلو العامة في التوسل بالجاه:

وقد غلب الجهل بالدين، وضعفت الثقة برب العالمين، واعتمد الناس من سمَّوْهم أولياء صالحين، وعولوا على التوسل بهم في قضاء مطالبهم، وغالوا في اعتباره، وتشددوا في التمسك به، وبادروا إلى الإِنكار على من أراد بيان المشروع منه لهم.

ولم تزل مسألة الوسيلة حديث المجالس منذ أزمنة طويلة، فضبطناها ضبطاً يقربها من متناول العامة، عسى أن يخفضوا من غلوائهم، ويرجعوا إلى السنن المشروع في توسلهم، ويهتدوا إلى الحق في دعائهم، فيعبدوا ربهم بما شرع لهم، ويتبعوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما سن لهم، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩].

• • • • •


=
داور القطان، وفيه مقال ".
قلت: لكن لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن، كما سبق التنبيه إليه في الحديث المخرّج برقم (١٠٦)؛ فالعلّة ما ذكرنا، والله أعلم.

<<  <   >  >>