للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• ولوع بعض الطبقات به:

أبَعْدَ هذا التنبيه وذلك التحذير يتسابق أصحاب هذا الكتاب وأتباع ذلك الرسول إلى ضروب السحر، ويتنافسون في إتقانها، ويفخر فاخرهم بالمهارة فيها؟!

تجد بعض المنتسبين إلى بيوت الصلاح أو دور الطرق الصوفية- وما أكثرهم! - يدجلون على بله العوام بمخاريق سحرية، يوهمونهم بها أنهم ذوو كرامات أولوا تصرف في الروحانيات، وترى بعض من تعلموا القراءة والكتابة يكبون على شمس المعارف للبوني، يأخذون منها أقوالاً وأعمالًا مبنية على علم الحروف المنظور فيه إلى طبائع الكواكب المزعوم أنها الحاكمة في هذا العالم، فيعتقدون اعتقاد الكلدان، ويلبسون لباس أهل القرآن، كل ذلك لينعتوا بالحكمة، ويشار إليهم بتطويع ملوك الجان.

• العبيدي الميلي:

وقد أدركت بميلة جيلاً كله إعجاب برجل يدعونه: العبيدي، وينقلون في مجالسهم أحاديث تصرفه في الجن (*)؛ فهذا يقول: أخرجه من فلانة وسجنه في زجاجة!! وذاك يحدثك عن إحراقه وتصاعد دخانه!! وآخر يروي لك توبيخه لهم وتهديده إياهم!! فهذا الحكيم العبيدي بميلة يكاد يحظى حظوة ذلك الحاكم العبيدي بمصر، وقد قرأت القرآن على من ورث العبيدي الميلي في صنعته، وإن كان دون شهرته، وكنت أتمنى لو يطلعني شيخي على هذا السر، فحفظني الله من ذلك الشر.

• ولوع النساء بالسحر:

أما النساء؛ فلا تسأل ... هذه تربط الزوج عن زوجه أوتحله، وتلك تبلد


(*) في الأصل: " الجنون ".

<<  <   >  >>