النوع الرابع: سحر المشعوذين يخدعون الناس بحركات خفيفة، يصرفون بها الأنظار عما يريدون فعله والاحتيال فيه إلى شيء معين يحدق الحاضرون إليه بأعينهم.
• سحر أصحاب التخييل بالصنعة:
النوع الخامس: سحر حذاق أهل الصنعة؛ كتركيب آلات على نسب هندسية تظهر منها أعمال عجيبة، والصناعات- كالعلوم- منها الجلي الذي يدركه كل عاقل رآه أو سمعه، ومنها الخفي الذي لا يدركه إلا الخواص ممن عنوا به، وقد قيل: إن سحر القبط من النوع الرابع، وقيل: من هذا النوع، عمدوا إلى الحبال والعصي، فحشوها زئبقاً، وصارت تتلوى، فخيل للناظرين أنه تسعى باختيارها، وإنما يعد هذا في السحر إذا كتم الصانع أسباب عمله الخفية، وزعم أنه يفعل ذلك خارقاً للعادة بقوة نفسه أو بجاهه عند الله، كالذين يحملون العصي الخاصة لصرخ البارود، يوهمون العامة أنها عصي عادية تصرخ كرامة لهم.
• سحر أصحاب التخييل بالخواص:
النوع السادس: سحر الواقفين على خواص الأشياء، كخواص الأعداد المعبر عنها عندنا بعلم الجدول، وكخواص الأعشاب، وكخواص الأحجار مثل المغناطيس، فإن للأشياء كما للعباد طبائع وخواص، إنما بعضها ضروري كإرواء الماء وإحراق النار، وبعضها نظري غامض لا يهتدي إليه إلا القليل من الباحثين.
قال ابن كثير في " تفسيره ": " يدخل في هذا القبيل كثير ممن يدعي الفقر، ويتحيل على جهلة الناس بهذه الخواص، مدعياً أنها أحوال له؛ [من] مخالطة