للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محتال خداع، وانضافت إليهم هذه الجنود المرتزقة؛ فكان جيش يهدد كل مرشد نصوح ومصلح إلى المعالي طموح.

• جمعية العلماء والطرق الصوفية:

وقد كانت جمعية العلماء لأول تكوينها تحتوي على أخلاط من هؤلاء الرهاط؛ يحضرون جلساتها، لا خدمة لغايتها ولا إعانة لإِدارتها، ولكن عيناً عليها فاجرة، تبلغ وتشي إلى إدارة الأمور الأهلية، وما انقضى عام حتى انقضوا على من فيها من المصلحين المرشدين ليستبدوا بإدارة الجمعية دونهم، فعاملهم الله بنقيض مقصودهم، وخرجوا من الجمعية محاربين، ولأغراض إدارة الأمور الأهلية منفذين، ولم يجنوا من تلك الحرب التي ليس وصفها من غرض هذه الرسالة إلا ما قاله قائدهم العامي الوقح: " نحن فلسناهم عند الحكومة، وهم فلسونا عند الأمة "، وما زالت نار حربهم تشب وتخبو، وما زالت سهامهم نحونا تطيش وتنبو، وما زلنا بأمره تعالى عاملين، وبوعده واثقين؛ إذ قال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٧ - ١٢٨]، جعل الله عاقبة هذه الفتنة في خير الإِسلام.

• أصناف المحاربين لدعوة جمعية العلماء:

إن رؤوس هاته الفتنة من أبناء المسلمين؛ بين مدع للتصوف، ومنتسب للعلم، ومنتصب للحكم، ومفتخر بحمله للقرآن.

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ ثَلَاثًا، وَهُنَّ كَائِنَاتٌ: زَلَّةُ عَالِمٍ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَدُنْيَا تُفْتَحُ عَلَيْكُمْ» (٢٣١). رواه


(٢٣١) ضعيف جداً: أخرجه الطبراني في " الكبير " (٢٠/ ١٣٨ - ١٣٩/ ٢٨٢)، و " الأوسط " و " الصغير " (٢/ =

<<  <   >  >>