ولايته؛ خلافاً لبعض الصوفية والرافضة ... ودليلنا أن العلم بأن الواحد منا ولي لله تعالى لا يصح إلا بعد العلم بانه يموت مؤمناً، وإذا لم يعلم أنه يموت مؤمناً، لم يمكننا أن نقطع على أنه ولي لله تعالى " (١/ ٢٩٧).
نعم؛ نحسن الظن بمن صلح ظاهره ونرجو له الخير.
وقد نقل الفخر الرازي في " تفسيره " عن المتكلمين: " إن ولي الله من يكون آتياً بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل، ويكون آتياً بالأعمال الصالحة على وفق ما وردت به الشريعة " (٥/ ١٤).
ومحصله أن الولاية تقوم على ثلاث قواعد:
إحداها: الإِيمان الصحيح.
وثانيتها: العمل الخالص لله.
وثالثتها: موافقة السنة.
فمن ظهرت عليه هذه الأشياء وتحققت فيه، فهو الولي الشرعي.
• الولي عند العامة وعقيدتهم فيه:
أما الولي عند الناس اليوم؛ فهو إما من انتصب للإِذن بالأوراد الطرقية، ولو كان في جهله بدينه مساوياً لحماره، وإما من اشتهر بالكهانة، وسموه حسب اصطلاحهم (مرابطاً)، ولو تجاهر بترك الصلاة وأعلن شرب المسكرات، وإما من انتمى إلى مشهور بالولاية، ولو كان إباحيّاً لا يحرم حراماً، وحق هؤلاء الأولياء على الناس الجزم بولايتهم، وعدم التوقف في دخولهم الجنة، ثم الطاعة العمياء، ولو في معصية الله، وبذل المال لهم، ولو أخل بحق زوجته وصبيته، والثقة بهم، ولو خلوا بالخُرُد العين، وبعد، فهم المطلوبون في كل شدة، ولكل محتم بهم عدة، وهم حماة للأشخاص وللقرى والمدن، كبيرها وصغيرها، حاضرها