وثانيهما: أن فيه اعتقاد حق للمخلوق على الخالق، وهو اعتقاد فاسد؛ إلا فيما أحقه الله على نفسه تفضلاً منه؛ كما تقدم في النوع الخامس من هذا الفصل، وقد أصاب من قال:
والاحتمال الثاني: إما أن يقدر فيه مضاف هو لفظ المحبة، أو هو لفظ صالح العمل، وإما أن لا يقدر فيه مضاف؛ فتلك ثلاثة أوجه.
• حكم التوسل بالذات:
الوجه الأول: أن يبقى اللفظ على ظاهره بلا تقدير مضاف، والمعنى عليه: بسبب كون فلان من عبادك الذين لهم حق عليك بوعدك الصادق أجب دعائي.
قال في " شرح الطحاوية ": " وأي مناسبة في هذا وأي ملازمة؛ وإنما هذا من الاعتداء في الدعاء، وقد قال تعالى:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[الأعراف: ٥٥]، وهذا ونحوه من الأدعية المبتدعة، ولم ينقل عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن أحد من الأئمة، وإنما يوجد مثل هذا في الحروز والهياكل التي يكتب بها الجهال والطرقية، والدعاء من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتد اع "[ص:١٧٧].
• حكم التوسل بعمل آخر:
والوجه الثاني: أن يقدر في اللفظ صالح العمل، فكأنه يقول: بحق عمل