ونبه القرطبي في " تفسيره " على ما بين العبادة والغسل والسبك من التناسب، فقال في المناسبة بين الأولين:" كأن العابد غسل نفسه من أدران الذنوب بالعبادة "، وقال في مناسبة العبادة للسبك:" كأن العابد خلص نفسه من دنس الآثام وسبكها "(٢/ ٣٨٦).
• التأله:
ويقال بمعنى التعبد والتَّنسُّك التَّألُّه أيضاً، تقول: أله فلان- كفرح- إلاهة: إذا عبد عبادة، وهو يتأله: يتعبد ويتنسك.
قال في " الصحاح ": " والآلهة الأصنام، سموها بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها، وأسماؤهم تتبع اعتقاداتهم، لا ما عليه الشيء في نفسه ".
قلت: يا حبذا لو أن عامتنا اليوم تسمي الأشياء تسمية تصور بها عقيدتها فيها، إذن، لاسترحنا من عناء هذه الأبحاث، واستراحوا من كلفة التأويل، ولم يبق إلا تعريفهم بحكم الدين: فإما إيمان وتسليم، وإما كفر وتصميم.
• معنى الإِله:
وإذا كانت العبادة هي الانقياد والخضوع على وجه التقرب؛ فإن الإِله هو المعبود تلك العبادة، فمن قصرها على الله، فقد وحّده وعبد عبادة شرعية، ومن وجد هذا المعنى في نفسه لغير الله؛ فقد اتخذ ذلك الغير إلهاً، وكانت عبادته شركية، سواء سماه إلهاً أم لم يسمه إلهاً، وسواء عبر عن المعنى الذي في نفسه بالعبادة أم عبر عنه بعبارة أخرى، فإن تسمية الشيء بغير اسمه لا يبطل حقيقته،