قال الحافظ ابن رجب في رسالة " تحقيق كلمة الإِخلاص ": " إن من أحب شيئاً وأطاعه، وكان من غاية قصده ومطلوبه، ووالى لأجله وعادى لأجله، فهو عبده، وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه "[ص:٧].
واستشهد لهذه القاعدة بنصوص من الكتاب والسنة تركنا نقلها اختصاراً واكتفاء بما قدمناه في الفصول السابقة.
• العربي بن حافظ:
ويدل لتألّههم وتأليه الناس لهم دلائل كثيرة حالية ومقالية:
قال العربي بن حافظ:" يا رب! أنت اشبح ونا نشبح وما خايف إلا على جهتك ".
وهو أحد مشاهير المرابطين، معاصر للحسين القشي بقاف بدوية وشين مشددة، يسكن جنوب ميلة قرب العثمانية، ولم يزل أحد أبنائه لصلبه حيّاً، ومعناه اشبح: اضغط، ومرادَه إظهار التبرم بالناس والتضجر منهم، وأنهم أهل لكل ضغط إلهي، وأنه مشارك للإِله في هذا الضغط قاس فيه، ولكن يخشى التخفيف من جانب الله!!
والمؤمن الراجي لرحمة الله يكون ذا رحمة، ولا ينازع الله في شيء من أحكامه، ولا يعدم المتأولة وجهاً لستر ذلك الشرك العظيم، ولكن بإخراجه من مراد المتكلم وفهم العامة التي هي راوية أمثال هذه الأقوال.
وقال شاعر عامي يخاطب الشيخ عبد القادر الجيلي من قصيدة:
يا لعرج ولدام الخير يا سيدي نيف عليه ... وانحزنك وندير السير إلى ما درت مزيه