مطامع سياسية، وكان التصوف والرفض كلاهما في العجم أشهر وأكثر انتشاراً، فسهل لذلك الامتزاج بينهما، فتكون تصوف باطني استقل بقيادة العامة أو كاد، واتقى بعموم الثقة في عنوان التصوف ألسنة النقاد.
• الحلول والاتحاد:
١ - وكان من مظاهر اتحاد الرافضة الباطنية بالصوفية ظهور مذهب الحلول والقول بالاتحاد؛ فقد كان ذلك معروفاً أولاً في الباطنية، ثم ظهر على متأخري الصوفية؛ كابن عربي الحاتمي، وابن سبعين، وابن العفيف التلمساني، وابن الفارض، وغيرهم.
• القطب وحكومته:
٢ - وقال هؤلاء المتأخرون بالقطب، ومعناه: رأس العارفين، ويزعمون أنه لا يساويه أحد في مقامه حتى يموت فيخلفه آخر، وذلك هو معنى الإِمام المعصوم عند الرافضة، واخترعوا للقطب حكومة سرية وديواناً خياليّاً، وذلك على نحو ما تحلم به الرافضة في إنشاء حكومة على مذهبها؛ فحكومة القطب الغيبية ظل لحكومة ذهنية يراد تحقيقها في الخارج على نحو " مؤتمر النهضة الإِسلامية " الذي رسمه الكواكبي في أم القرى، فحكومة القطب عند الخاصة منهم أمنية سياسية، وعند العامة عقيدة دينية.
• الأبدال:
٣ - وقال متأخرو الصوفية بالأبدال، ورتبوهم ترتيب الشيعة للنقباء.
والأبدال قد وردت فيهم أحاديث بعضها تعدهم ثلاثين وبعضها تعدهم أربعين، ولا تخلو أسانيدها من مقال، وأحسنها حديث علي بن أبي طالب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْبُدَلَاءُ بِالشَّامِ وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ؛ أَبْدَلَ اللَّهُ رَجُلًا مَكَانَهُ، يُسْتَقَى بِهِمُ الْغَيْثُ، وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ