للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّامِ بِهِمُ الْعَذَابُ» (٢٢٦). رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ غير شريح بن عبيد، وهو ثقة، وقد سمع من المقداد، وهو أقدم من علي. قاله في " مجمع الزوائد " (١٠/ ٦٢).

وقد بين الحديث أن كونهم أبدالًا لأن من مات منهم خلفه آخر، وما نسب إليهم من السقي والانتصار وصرف العذاب هو من باب رحمة الله للأشرار بطاعة الأخيار، لا من باب التصرف في الكون؛ ففي " مجمع الزوائد ": " باب لولا أهل الطاعة هلك أهل المعصية "، وساق حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَهْلاً، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَدِيدُ الْعِقَابِ، فَلَوْلا صِبْيَانٌ رُضَّعٌ، وَرِجَالٌ رُكَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، صُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ [صَبًّا] (أَوْ أُنْزِلَ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ)» (٢٢٧). رواه البزار،


(٢٢٦) ضعيف: أخرجه أحمد (٢/ ١٧١/ ٨٩٦) من طريق شُريح بن عُبيد؛ قال: ذُكر أهل الشام عند عليّ ابن أبي طالب وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين! قال: لا، إني سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: " الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلًا ... " الحديث.
وإسناده ضعيف لانقطاعه، فإن شُريحاً لم يدرك عليّاً، كما قاله غير واحدٍ من الحفاظ، وأمّا قول الهيثمي في " المجمع " (١٠/ ٦٢) - وقد نقل المؤلف كلامه-: " ورجاله رجال الصحيح؛ غير شريح بن عُبيد وهو ثقة، وقد سمع من المقداد وهو أقدم من عليٍّ " فمن أوهامه اغتراراً بما ذكره المِزّي في ترجمة شُريح في " تهذيب الكمال " (١٢/ ٤٤٧)!
وقد تعقبه الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (٤/ ٣٢٨). وانظر: " تعليق المعلّمي على الفوائد المجموعة للشوكاني " [ص:٢٤٧]، وتعليق أحمد شاكر على " المسند ".
(٢٢٧) ضعيف: أخرجه البزار (٤/ ٦٦/ ٣٢١٢ - كشف الأستار)، والزيادة منه والطبراني في " الأ وسط " - كما في " المجمع " (١٠/ ٢٢٧) - بنحوه، وأبو يعلى (٦/ ٤٤/ ٦٣٧١) بأخصر منه، كلّهم من طريق إبراهيم بن خُثيم بن (في مطبوعة الكشف: عن!) عراك بن مالك عن أبيه عن جدّه عن أبي هريرة مرفوعاً.
وهذا إسناد ضعيف جداً، إبراهيم بن خُثيم " متروك " كما قال النسائي، وقال أبو زرعة: =

<<  <   >  >>