ثم من صحت ولايته، فهو من أهل الجنة قطعاً، ولكنا لا نجزم لأحد بالجنة إلا عن نص وارد فيه؛ لحديث أم العلاء الأنصارية رضي الله عنها عند البخاري، أنه لما توفي أبو السائب- عثمان بن مظعون- رضي الله عنه، ودخل عليه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ! شَهَادَتِي عَلَيْكَ، لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟!». فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي». قالت: فقلت: وَاللهِ؛ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَداً (٥٥).
قال الحافظ ابن كثير بعد إيراده في " تفسيره " عن البخاري وأحمد: " وفي هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعين بالجنة؛ إلا الذين نص الشارع على تعيينهم "(٧/ ٧ ٤٥٧).
• الحكم لمعين بالولاية:
وإذا لم يجز لنا الجزم لأحد بالجنة مع عدم ورود النص فيه؛ لم يجز لنا الجزم بولايته.
قال القرطبي في " تفسيره ": " قال علماؤنا رحمة الله عليهم: ومن أظهر الله على يديه ممن ليس بنبي كرامات وخوارق للعادات؛ فليس ذلك دالَّا على
(٥٥) أخرجه البخاري في عدة مواضع من " صحيحه "، منها: في (كتاب الجنائز، باب الدخول على الميّت بعد الموت إذا أُدرج في أكفانه، ٣/ ١١٤/ ١٢٤٣)، وفي (كتاب الشهادات، باب القُرعة في المشكلات، ٥/ ٢٩٣/ ٢٦٨٧)، وأحمد (٦/ ٤٣٦) من حديث أم العلاء الأنصارية رضي الله عنها.