تأويل نصوص الدين في اختصاص الله بعلم الغيب، والحق إبقاء تلك النصوص على عمومها، وإخراج ما هو من قبيل الإِلهام والرؤيا عن علم الغيب، وصرف ما يراد منه علم الغيب من الحكايات عن باب الكرامات بما يناسبها من وجوه الصرف.
هذا تقويمنا لكلام الرازي في تفسير سورة الجن الذي نقض به ما صرح به في تفسير سورتي البقرة وآل عمران.
والذي أوقعه في هذه المناقضة وأنساه ما أصَّله أولاً ولوعه بمناقضة الزمخشري؛ فإنه ادعى في " كشافه " أن آية الجن مبطلة للكرامات، ولكن ابن المنير في " حاشيته " عليه أقام حيفه من غير أن ينقض ما أصله القرآن، فقال:" ادعى عامّاً واستدل خاصّاً، فإن دعواه إبطال الكرامات بجميع أنواعها، والمدلول عليه بالآية إبطال اطلاع الولي على الغيب خاصة ".
• بيان وجهة نظر ابن خلدون في كلامه على علم المخلوق الغيب:
وكلام ابن خلدون في بعض فصول الفصل السادس من " مقدمته " لم ينظر فيه إلى الناحية الدينية، وإنما تأثر فيه بالحكايات التي ظاهرها عدم اختصاص الله بعلم الغيب مما هو منتشر بين العامة أكثر مما هو معلوم للخاصة، فحاول تعليلها تعليلًا فلسفيّاً، فكان بذلك متطلعاً لفهم أسرار الطبيعة، لا متقيداً بتقرير أحكام الشريعة.
ونحن نعتقد أن عقول البشر قاصرة عن الإِحاطة بأسرار الخليقة، وأن التسليم لنصوص الكتاب والسنة أولى من التخرص في تعليل مظاهر الكون بما يخالف تلك النصوص.
• الإِلهام والتحديث والفراسة:
وإذ [قد] فرقنا بين علم الغيب وما يلتبس به من الرؤيا والإلهام، فلنذكر