للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• منزلة الولي بين الناس:

وحق الولي حقّاً على العباد أن يوالوه ولا يعادوه، وأن يحبوه ولا يبغضوه، وأن يحترموه ولا يهينوه، فقد جاء عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنَ الْإِيمَانِ» (٥٤). أخرجه أبو داود وغيره عن أبي أمامة رضي الله عنه، ومن أحب أحداً، احترمه، وتقدم حديث البخاري في الأولياء وشدة توعد من آذاهم وعاداهم، وعد ابن حجر الهيتمي في " الزواجر " معاداة الأولياء من الكبائر.

• خفاء الولي على الناس:

والولاية راجعة في الحقيقة إلى أمر باطن لا يعلمه إلا الله؛ فربما ادعيت الولاية لمن ليس بولي، أو ادعاها هو لنفسه، أو أظهر خارقة من الخوارق لكنها سحر أو شعوذة، لا أنها كرامة، فيظنها من لا يفرق بين الكرامة وغيرها كرامة، ويعتقد أن صاحبها ولي، فيضل ضلالًا بعيداً. هذا كلام صاحب " الاعتصام " (٢/ ٨).


(٥٤) صحيح: أخرجه أبو داود (٢/ ٢٦٩) عن أبي أمامة مرفوعاً بلفظ: «من أَحبَّ للهِ، وأبغضَ للهِ، وأعطى للهِ، ومنع للهِ؛ فقد استكمل الإِيمان»، وبهذا اللفظ أورده الحافظ في " الفتح " (١/ ٤٧). نعم، أورده بلفظ المؤلف في (١٠/ ٤٦٣)؛ فيحرّر.
وإسناده حسن، رجاله ثقات غير القاسم- وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أُمامة-؛ فـ " صدوق " كما في " التقريب ".
وللحديث شاهد عن معاذ بن أنس الجُهني: أخرجه أحمد (٣/ ٤٣٨ - مصورة المكتب الإِسلامي عن طبعة صادر)، والترمذي (٧/ ٢٢٤/ ٢٦٤٢) وقال: " حديث منكر حسن "، وفي بعض النسخ- ولعله الصواب-: " حديث حسن ".
وانظر: " الفتح " (١/ ٤٧)، و " الصحيحة " (٣٨٠)، و " صحيح [الجامع الصغير " (٥٨٤١)، و " سنن أبي داود " (٣٩١٥)، و " سنن الترمذي " (٢٠٣٦)].

<<  <   >  >>