للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجعل قدمها راسخة في الشرك والرذيلة كل الرسوخ، أما العز والأمن، أما السيادة والغنى، أما الإِباء والشمم؛ فتلك صفات ذهب بها أمس، وتوارت عن الحس، لم يعرفها جيلنا حتى ينشدها، ولم يتذوقها حتى يألم لفقدها، بل انعكست حقائقها لديه فيما انعكس عليه من الحقائق؛ فالعز جبروت، والأمن جبانة، والسيادة وظيف حكومي، والغنى فسوق عمومي، والإِباء جناية، والشمم كبر.

إن للشرك آثاراً تختفي في العقائد الباطنة، وتجري مع الأقوال اللفظية، وتظهر في الأفعال البدنية، وتبدو في النفقات المالية.

وفي الفصول الآتية نعرض- إن شاء الله- لفصول من تلك الآثار، ونفصل منها ما يلتبس شركيه وشرعيه ببيان فيه مقمع للمكابر، ومقنع للمتردد الحائر، وجلاء للعقول الصدئة، وطهارة للنفوس الدنسة، وحياة للقلوب الآثمة.

• نصيحة:

ومن شعر عبد الله بن المبارك:

رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا

وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا

وتلك هي التقوى التي قال فيها ابن المعتز:

خَلِّ الذُّنُوبَ صَغِيرَهَا ... وَكَبِيرَهَا فَهُوَ التُّقَى

وَاصْنَعْ كَمَاشٍ فَوْقَ أَرْ ... ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ مَا يَرَى

لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيرَةً ... إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى

• • • • •

<<  <   >  >>