كلاهما من طريق حرب بن ميمون الأنصاري أبي الخطاب أخبرنا النضر بن أنس بن مالك عن أبيه؛ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قَالَ: «اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ». قُلْتُ: فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟. قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ؟ قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ، فَإِنِّي، لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ مَوَاطِنَ». وقال الترمذي: " حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ". وهو كما قال، فإن رجاله ثقات غير حرب الأنصاري فـ " صدوق " كما في " التقريب "، والحديث سكت عليه الحافظ في " الفتح " (١١/ ٤٦٦)، وأورده شيخنا في " صحيح سنن الترمدي " (١٩٨١)، والله أعلم. (١٥٨) ضعيف: أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (٢٠/ ٣٦٥/ ٨٥١) من طريق جرير بن حازم سمعت، عبد الملك بن عُمير يحدّث عن مصعب الأسلمي قَالَ: انْطَلَقَ غُلَامٌ مِنَّا فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ سُؤَالًا. قَالَ: «وَمَا هُوَ؟». قَالَ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: «مَنْ أَمَرَكَ هَذَا أو مَنْ علّمك هَذَا أَوْ مَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟». قَالَ: مَا أَمَرَنِي بِهَذَا أَحَدٌ إِلَّا نَفْسِي. قَالَ: «فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». قال الهيثمي في " المجمع " (١٠/ ٣٦٩): " رجاله رجال الصحيح ". قلتُ: لكن عبد الملك " كان يدلس " كما قال الحافظ في " الإِصابة " (٣/ ٤٠٢)، وفي " التقريب " (١/ ٥٢١): " ثقه فقيه، تغيّر حفظه، ربما دلّس "، وقد عنعنه!