للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحو ذلك مع غيره شيئاً من خلفائه الراشدين وأهل بيته الطاهرين، فيكون هذا الضرب من التبرك مقصوراً على ذاته الشريفة، منقطعاً بموته، وقد بسط الحديث في ذلك صاحب " الاعتصام " (٢/ ٦ - ٩).

ثانيها: أن لا يحمل المتبرك غيره على التبرك، ولا أن يدعوه إليه؛ فلا ينصب شيء للعموم يتبركون به.

ثالثها: أن يتفق له المرور بمكان التبرك، لا أن يقصد إليه من بعيد ويقتحم السفر من أجله.

رابعها: أن يكون من المعرفة بدينه بحيث لا تضله خطرات النفس، ولا نزغات الشيطان، لا أن يكون ضعيف الإِيمان قليل المعرفة.

ولقلة اطلاعي؛ لم أر من أفصح عن هذه الشروط، ولكنها مقتضى العلم ووحي النصيحة، وقد كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه رضوان الله عليهم يحتاطون على


=
التوفيق.
٣ - حديث ابن عباس، قال: حجم النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُلَامٌ لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته، أخذ الدم فذهب به من وراء الحائط، فنظر يميناً وشمالاً، فلمّا لَمْ ير أحداً تحسَّى دمه حتى فرغ، ثم أقبل، فنظر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في وجهه، فقال: " ويحك! ما صنعت بالدم؛ ". قلتُ: غيبته وراء الحائط! قال: " أين غيّبته؛ ". قلت: يا رسول الله! نفست على دمك أن أهريقه في الأرض فهو في بطني! قال: " اذهب، فقد أحرزت نفسك من النار ".
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " من حديث نافع أبي هرمز عن عطاء عنه؛ كما في " تلخيص ابن حجر "، وقال الحافظ: " ونافع قال ابن حبان: روى عن عطاء نسخة موضوعة، وذكر منها هذا الحديث، وقال يحى بن معين: كذاب ".
٤ - حديث سالم أبي هند الحجّام، قال: حجمتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلما فرغتُ شربته، فقلتُ: يا رسول الله! شربته! فقال: " ويحك يا سالم! أما علمتَ أن الدم حرام؛ لا تعد ".
رواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة ".
قال الحافظ في " التلخيص ": " وفي إسناده أبو الحجاف وفيه مقال ".

<<  <   >  >>