علينا فيمن أحدثه أو عمل به؛ فالدين حجة على كل أحد، وليس عمل أحد حجة على الدين.
ولا تفتأ جمعية العلماء داعية إلى ما أمر الله أن يدعى إليه من دينه، ومن اتباع نبيه، وإحياء سنته، وإماتة ما أحدثه المحدثون، تدريساً، وكتابة في الصحف، ومذاكرة في كل مجلس حسن فيه الكلام عن نشر السنن؛ حتى عمت دعوة جمعية العلماء، وبلغ صوتها إلى المستجيب وغير المستجيب، وأصبحت دعوتها معروفة في القطر كله، ولها أنصار ودعاة.
وقد لاقت دعوتها في المجتمعات الإِسلامية أكبر نجاح، ونالت أبهر فوز؛ إذ يستطيع العارف بالأمة الجزائرية أن يعد أكبر عدد منها هم الآن من أنصار جمعية العلماء، ومن المنتمين إليها، والمتبرئين من أعدائها، بل نستطيع أن نقول- ولا نخشى مفنداً-: إنه لم يرفض دعوة الجمعية إلا طوائف معلومة في الجزائر، يضر بها العمل بالدين الحق، ويهد بنيانها القائم على أساس العوائد، التي ظهرت في المسلمين في العصور التي بلي فيها العالم الإِسلامي بزعماء جهلاء اغتصبوا هذه الزعامة من غير كفاءة علمية ولا هداية إسلامية.
وإذ بلغت هذه الدعوة الصالحة، وانتشرت، وقبلها المسلمون، وعدوها نعمة من الله عليهم؛ كان تأليف رسالة جامعة لأهم النقط التي يدخل منها ليل البدع على نور السنن من أوجب الواجبات على حملة السنن وعلى أعضاء جمعية العلماء، إذ دعاة الإِصلاح اليوم في حاجة ماسة إلى رسالة في هذا الموضوع، جامعة لأدلة هذه المسائل، ناقلة للآيات أو الأحاديث، في كل نقطة من النقط التي تتناولها الرسالة المقترحة المرغوب في تأليفها؛ لتكون حجة للمستيقنين، وهداية للمسترشدين، وسيفاً مصلتاً على أعداء السنن المعروفين في الجزائر، من المتعيشين بهذه البدع والعوائد الضالة.