للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيخ يلقي المرء إليه قياده ويقتفيه، بل لا ترى إلا المريدين المبطلين ".

قلت: الصوفي الجاهل مصدر الابتداع؛ فكل ما جاء في التحذير من البدعة وصاحبها تحذير من تصوف هذا الزمان وشيوخه.

وعن معاذ بن جبل، أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ مَشَى إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ لِيُوَقِّرَهُ؛ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ» (٢٣٥). رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه بقية، وهو ضعيف، قاله في " مجمع الزوائد " (١/ ١٨٨)، وذكره في " الاعتصام " عن عائشة (٥٠/ ١).


(٢٣٥) ضعيف: أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (٢٠/ ٩٦/ ١٨٨)، وأبو نعيم في " الحلية " (٦/ ٩٧) من طريق بقية بن الوليد ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعاً.
وقال الهيثمي (١/ ١٨٨) - كما نقله المؤلف-: " وفيه بقية، وهو ضعيف "!
قلتُ: هو " صدوق "، لكنهم نقموا عليه " كثرة التدليس عن الضعفاء " كما قال الحافظ في " التقريب "، وقد صرّح بالتحديث فأمنّا شر تدليسه، فالعلّة ليست منه، بل لأنه منقطع بين خالد ومعاذ كما هو محرّر في " جامع التحصيل " [ص:١٧١] للعلائي و " سير أعلام النبلاء " (٤/ ٥٣٧) للذهبي وغيرهما.
وروي بلفظ: «مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ». أخرجه ابن عدي (٢/ ٣٢٤)، وابن حبان في " المجروحين " (١/ ٢٣٥ - ٢٣٦) من طريق الحسن بن يحى الخشني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً.
وهذا سند ضعيف جداً، الخُشني هذا " تركوه " كما قال الذهبي في " ديوان الضعفاء والمتروكين " (٩٦٠)، بل قال ابن حبان في ترجمته من " المجروحين ": " منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن المتقنين ما لا يتابع عليه ". ثم ذكر له حديثين- أحدهما حديث عائشة هذا- من روايته، ثم قال: " وهذا الخبران جميعاً باطلان موضوعان ".
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات ".
وللحديث طرق أخرى " كلّها ضعيفة " كما قال الحافظ العراقي كما في " فيض القدير " (٦/ ٢٣٧)، والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>