وقال الهيثمي (١/ ١٨٨) - كما نقله المؤلف-: " وفيه بقية، وهو ضعيف "! قلتُ: هو " صدوق "، لكنهم نقموا عليه " كثرة التدليس عن الضعفاء " كما قال الحافظ في " التقريب "، وقد صرّح بالتحديث فأمنّا شر تدليسه، فالعلّة ليست منه، بل لأنه منقطع بين خالد ومعاذ كما هو محرّر في " جامع التحصيل " [ص:١٧١] للعلائي و " سير أعلام النبلاء " (٤/ ٥٣٧) للذهبي وغيرهما. وروي بلفظ: «مَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ». أخرجه ابن عدي (٢/ ٣٢٤)، وابن حبان في " المجروحين " (١/ ٢٣٥ - ٢٣٦) من طريق الحسن بن يحى الخشني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً. وهذا سند ضعيف جداً، الخُشني هذا " تركوه " كما قال الذهبي في " ديوان الضعفاء والمتروكين " (٩٦٠)، بل قال ابن حبان في ترجمته من " المجروحين ": " منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن المتقنين ما لا يتابع عليه ". ثم ذكر له حديثين- أحدهما حديث عائشة هذا- من روايته، ثم قال: " وهذا الخبران جميعاً باطلان موضوعان ". وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات ". وللحديث طرق أخرى " كلّها ضعيفة " كما قال الحافظ العراقي كما في " فيض القدير " (٦/ ٢٣٧)، والله تعالى أعلم.