أَفِقْ مِنْ غَفْلَةٍ وأَنِبْ لِرَبٍّ ... تَنَلْ منهُ السَّماحَ إذَا أبَنْتَا
وتَظْفَرُ بالقَبولِ وبالأماني ... وفي الدّارَين بالإِسعادِ فُزْتَا
[حرف الثاء]
تُعاهِدْ مَن بَرَاكَ بكُلِّ يَومٍ ... عَلىَ السَّيرِ الحَمِيدِ وأنْتَ نَاكِثْ
لَكَ اتَّسَعَ المَجَالُ وأنَتَ لاهٍ ... وَإِبْلِيسُ اللَّعِينُ بِفِيِكَ نَافِثْ
عَلَيكَ اسْتَحْوَذَ الشّيطَانُ حَتَّى ... عَصَيتَ وأَنْتَ بالعِصْيَانِ مَاكِثْ
حَلَفْتَ بأنْ تَتُوبَ عنِ الْمَعَاصِي ... بِمَنْ سَوّاكَ لَكِنْ أنْتَ حَانِثْ
فَكَيفَ تُجِيبُ يَومَ الحَشْرِ قُلْ لِي ... إذا كَانَ الحِسَابُ لِكُلِّ حَادِثْ
[حرف الجيم]
سَرَيتَ مَعَ الأَسافِلِ والأَدَانِي ... تَرُومُ بكُلِّ شَائِنةٍ وُلُوجَا
رَكِبْتَ سَفِينَةَ العِصيَانِ تَجْرِي ... بِبَحْرِ الهَمِّ لَمْ تَبْغِ الخُرُوجَا ...
لِذَاكَ غرقْتَ في لُجِيِّ تِيهٍ ... رَسَبْتَ مَعَ الهَوانِ ولَن تَمُوجَا
فكَيفَ تَرُومُ إنْقَاذًا لِتَطْفُو ... إذا مَا كُنْتَ لِلمَولَى لَجُوجَا
[حرف الحاء]
أمَا آنَ الرُجُوعُ إلَى الصَّفُوحِ ... عَن الزَّلاَتِ والفِعْلِ القَبْيحِ
تُبَادِرُهُ بِقُبْحِ الفِعْلِ سِرًّا ... ولا تَخْشاهُ بالقَول الصَّريحِ
هَدَاكَ إِلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ... وأنْتَ ضَلَلْتَ عَنْ هَذا الصَّحِيحِ
وَفي دُنياكَ تُؤْثِرُ كُلَّ فانٍ ... عنِ البَاقي المُعَزِّزِ والمَلِيحِ
فهذا مِنْكَ شَرُّكَ مَعْ قُنُوطٍ ... بهِ يَهْوَى الكنود معَ الشَّحِيحِ
[حرف الخاء]
فؤادُكَ غائبٌ بينَ الأمانِي ... عنِ المَحْبُوب في كَرْخٍ وبَلْخِ
تسيرُ مع الهَوَى في كلِّ فجٍّ ... وَقَلبُكَ طائرٌ يَهْوِي بفخِّ
تَظَلُّ أسَيرَ تَفْرِيطٍ فَظِيعٍ ... بهِ تَنْحَطُّ في نَسْخٍ وَمَسْخِ
يُنَادِيكَ الحَبيبُ بكلِّ وَقْتٍ ... إِلَيَّ إِليَّ بَادِرْ بالتَّوَخِّي
تَوَخَّ الصِّدْقَ واتْرُكْ طُرْقَ غَيٍّ ... لَتُحْظَى بالقَبُولِ بِيَومِ نَفْخِ