للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراكَ أمْرَءًا تَرْجو مِنَ اللهِ عَفْوَهُ ... وأنْتَ عَلى ما لا يُحِبُّ مُقيمُ

فَحَتّى مَتى تَعْصِي ويَعْفو إلى مَتى ... تَبَارَكَ رَبِّي إنِّهُ لَرَحيمُ

وَلَوْ قَدْ تَوَسَّدْتَ الثَّرى وافْتَرشْتَهُ ... لَقَدْ صِرْتَ لا يَلْوِي عَلَيْكَ حَميمُ

تَدُلُّ عَلَى التَّقْوى وأنْتَ مُقَصِّرٌ ... أَيا مَنْ يُداوي النّاسَ وهُوَ سقيمُ

وإنَّ امْرَءًا لا يَرْتَجي النَّاسُ نَفْعَهُ ... ولَمْ يَأْمَنوا مِنْهُ الأذى لَلَئِيمُ ...

وإنَّ امرءًا لَمْ يَجْعَلِ البِرَّ كَنْزَهُ ... وَإنْ كَانَتِ الدُنْيَا لَهُ لَعَدِيمُ

وإنَّ امْرَءًا لمْ يُلْهِهِ الْيَوْمَ عَنْ غَدٍ ... تَخَوُّفُ ما يَأْتي بِهِ لَحَكيم

ومَنْ يأْمَنِ الأَيَّامَ جَهْلاً وقَدْ رَأى ... لَهُنَّ صُروفًا كَيْدُهُنَّ عَظيمُ

فَإنَّ مُنى الدُّنْيا غُرورٌ لأَهْلِها ... أبى اللهُ أنْ يَبْقى عَلَيْهِ نَعيمُ

آخر:

اعْلَمْ بأنِّكَ لا أبَا لَكَ في الذي ... أصْبَحْتَ تَجْمَعُهُ لِغَيْرِكَ خَازِنُ

فَلَقَدْ رَأَيْتَ مَعَاشِرًا وعَهِدْتَهُمْ ... ومَضَوْا وأنْتَ مُعَايِنٌ ما عَايَنُوْا

ورَأيْتَ سُكَّانَ القُصُور ومَا لهمْ ... بَعْدَ القُصُورِ سِوَى القُبُورِ مَسَاكِنُ

جَمَعُوا وَمَا انْتَفَعُوا بِذَاكَ وأصْبَحُوْا ... وهُمُ بِمَا اكْتَسَبَوْا هُنَاكَ رَهَائِنُ

لَوْ قَدْ دُفِنْتَ غَدًا وأقَبَلَ نَافِضًا ... كَفَيْهِ عَنْكَ مِن التُرَابِ الدَّافِنُ

لَتَشَّاغَل الوُرَّاثُ بَعْدَكَ بالذِي ... ورِثُوا وأسْلَمَكَ الوَلِيُّ البَاطِنُ

آخر:

لَقَدْ فَازَ المُوَفَّقُ لِلْصَّوابِ ... وعاتَبُ نَفْسَه قَبْلَ العِتَابِ

ومَنْ شَغَل الفؤاد بِذْكِرِ مَوْلَى ... يُجَازِيْ بالجَزِيْلِ مِن الثَّوابِ

فَذَاكَ يَنَالُ عِزًا لا كَعِزٍّ ... مِنَ الدُنْيَا يَصِيْرُ إلى الذَّهَابِ

تَفكَّرْ في المَمَاتِ فَعَنْ قَريْبٍ ... يُنَادَى بالمَجِيْءِ إلى الحِسَابِ

وقَدِّمْ مَا تُرَجِّي النَّفْعَ منه ... لِدَار الخُلْدِ واعمَلْ بالكِتَابِ

ولا تَغْتَرَّ بالدُنْياَ فَعَمَّا ... قَرِيْبٍ سَوْفَ يُؤْذَنَ بالخَرَابِ

<<  <  ج: ص:  >  >>