للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنَّما العَقْلُ المَعيْشِيُّ عِنْدنَا ... مَسَالمَةُ العَاصِين مِنْ كُلِّ آثِمِ

فيا مِحْنةَ الإسلامِ مِنْ كلِّ جَاهلٍ ... ويَا قِلَّةَ الأَنَصارِ مِن كُلِّ عَالمِ

وهذَا أَوانُ الصَبْرِ إنْ كُنْتَ حَازِمًا ... عَلَى الدِّينِ فاصْبِرْ صَبْرَ أهْلِ العَزَائِمِ

فَمَنْ يَتَمَسَّكْ بالحَنِيْفِيَّةِ التِي ... أَتَتْنَا عَن المعصومِ صَفْوةَ آدمِ ...

لَهُ أجْرٌ خَمْسِينَ امرءًا مِنْ ذَوِي الهُدى ... مِنْ الصَّحبِ أصْحَابِ النَّبيِّ الأَكارِمِ

فَنُحْ وابْكِ واسْتَنْصِرْ بَربِّكَ رَاغِبًا ... إليهِ فإنُّ اللهَ أَرْحَمُ رَاحِمِ

لِيَنْصُرَ هَذا الدِّينَ مِنْ بَعْدِ مَا عَفَتْ ... مَعَالِمُهُ في الأرضِ بَيْنَ العَوَالِمِ

وصلِّ على المعصومِ والآلِ كلِّهُم ... وَأصحابِهِ أهْلِ التُقى والمَكَارِمِ

بِعَدِّ وَمِيْضِ البَرْقِ والرَّمْلِ والحَصَى ... وما انْهَلَّ وَدْقٌ مِنْ خِلالِ الغَمَائِمِ

* * *

آخر:

وَاللهُ حرَّم مُكْثَ مَنْ هو مُسْلمٌ ... في كلِّ أَرضِ حَلَّهَا الكُفَّارُ

ولهُمْ بِهَا حُكْمُ الوِلاَيةِ قاهِرٌ ... فارْبَأْ بِنفسكَ فالمقَامُ شَنَارُ

وانْظُرْ حَديثًا في البَراءَةِ قَدْ أَتَى ... نَقلُ الثُّقَاتِ رُواتُه الأَخْيَارُ

فيه البَراءَةُ بالصَّراحةِ قَدْ أَتَتْ ... مِن مُسلمٍ وكَذلكَ الآثارُ

قَدْ صَرَّحت فِيمَنْ أَقَامَ بِبَلْدَةٍ ... مُسْتوطِنًا وَوُلاتُهَا الكُفَّارُ

والمرءُ لَيْسَ بِمظهرٍ للدِّين بَلْ ... لِلْمُكثِ في أَوطَانِه يَخْتَارُ

إلا الَّذي هُوَ عَاجِزٌ مُستضعَفٌ ... فالنَّصُّ جَاءَ بِعُذرِه لا العَارُ

والحبُّ والبُغضُ الَّذي هو دينُنا ... وَعداوةٌ في اللهِ وهْيَ عِيَارُ

وكَذا الموَالاةُ الَّتِي لِجَلالِه ... إِنْ أَمْعنَتْ في ذلِكَ الأَنْظَارُ

أَمرٌ محالٌ في ولايةِ مَنْ طَغَى ... لَوْ كَانَ حَقًّا ما دَهَاكَ قَرارُ

أوْ مَا سَمعْتَ بِقيلهِم لنبيِّهم ... والمُؤمنينَ أُوْلَئِكَ الفُجَّارُ

فانْظُرْ إلى الأعْرَافِ إذْ قالُوا لهُ ... أَعْنِي شُعَيْبًا قومُهُ الأَشْرَارُ

<<  <  ج: ص:  >  >>