للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

لَكَ الحمدُ اللَّهم يَا خَيرَ وَاهِب ... ويَا خَيرَ مَرْجُوٍ لِنَيلِ المآرِبِ

ويَا خَيرَ مَن يُرْجَى لِكَشْفِ مُلَّمِةٍ ... ويَا خَيرَ مَن يُسْدِي العَطَا والمَواهِبِ

لَكَ الحمدُ حَمْدًا يَمْلأُ الأرضَ والسَّماء ... ويَمْلأُ مَا بَينَ الثَّرى والكَواكِبِ

لَكَ الحمدُ كُلَّ الحَمْدِ إذ كُنْتَ أهْلَهُ ... على نِعَمٍ تَرْبُو عَلَى عَدِّ حَاسِبِ

على كَبْتِ أحْزَابِ الضَّلالَةِ والرَّدَى ... ومَحْقٍ لِصِنْدِيدٍ كَفُورٍ مُشَاغِبِ

وكَسْرٍ لأَوثَانٍ وهَدْمِ مَشَاهِدٍ ... يَلُوذُ بِهَا الكُفَّارُ من كُلَّ نَاكِبِ

ويَدْعُونَهَا حُبًّا وخَوفًا وخَشْيِةً ... وهَذَا لَعَمْرِي مِن كَبِيرِ المَصَائِبِ

بذا كَانَ ذَا نَقَضًا لِدِينِ مُحَمَّدٍ ... نَبِّيِّ الهَدى خَتْمِ الكِرَامِ الأطَايِبِ

وهَذَا هُو الإِشْرَاكُ باللهِ وَحْدَهُ ... فَأعِظِمْ بِه نُكرًا وخِيمَ العَواقِبِ

فَسِرْنَا بِحَمْدِ اللهِ والشُكْرِ والثَّنَاء ... عَلَى المنْهَجِ الأسْنَى أجِلِ المَطَالِبِ

وكانُوا لَدَى حِصْنٍ طَويل مُمنَّع ... لَدَيهِمْ مِنَ العُدَّاتِ أُهْبَةُ حَارِبِ

فَزَعْزَعَهُم رَبِي وشَتَّتَ شَمْلَهُمْ ... فَمَا بَينَ مَقْتُولٍ ومَا بَينَ هَارِبِ

ومَا بَينَ مَجْدُولٍ عَلَى أُم رَأْسِهِ ... ومَا بَينَ مَكْلُومٍ شَدِيدِ المَعَاطِبِ

تَرىَ الطَّيرَ مَعْ غَرْثَ السِبَاعِ عَصَائِبًا ... تَنُوبُهُمُو مِن كُلِّ قُطْرٍ وجَانِبِ

وأورَثَنَا رَبِي دِيارَ ذَوِي الرَّدَى ... وأمْوَالَهُمْ رَغَمًا على أنْفِ غَاضِبِ

بِأَيدِي ذَوِي بَأْس شِدَادٍ أَعِزَّةٍ ... خَلاَ أنَّهُمُ لِلصَّحْبِ أهْلُ تَحَابُبِ

جَحَاجِحُ في الهَيجا مَرَاوِيعُ في الوَغَى ... بِأَيدِهْمُو بِيضُ الرِّقَاقِ المَضَارِبِ

عَلَى عَارِفَاتٍ لِلطِّعَانِ عَوَابسِ ... بِهِنَّ كَلُومٌ بَينَ دَامٍ وجَالِبِ

إذَا اسْتُنْزِلُوا عَنْهُنَّ لِلطَّعْنِ أرْقَلُوا ... إلَى الموتِ إرْقَالِ الجِمَالِ المِصَاعِبِ

"

فَهمُ يَتَساقَونَ المَنِيَّةَ بَينَهُمْ ... يَرَونَ لِقَاهَا مِن كَبِيرِ المَكَاسِبِ

نُفُوسٌ لَهُم كَانَتْ لَدَيهِمْ ثَمِينَةً ... وقَدْ أرْخَصُوهَا في قِتَالِ المُحَارِبِ ...

ومِن بَعْدِ ذا سِرْنَا عَلَى مَن تَألَّبُوا ... وصَدُّوا لِوَفْدِ الله أكْرَمَ نَائِبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>