للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للهِ دَرُّكَ عَائِبًا مُتَسَرِّعًا ... أُيَعِيبُ مَنْ هُوَ بِالْعُيوبِ مَعِيْبُ

وَلَقَدْ عَجِبْتُ لِغَفْلِتَي وَلِغِرَّتي ... وَالمَوْتُ يَدْعُونِي غَدًا فَأُجِيْبُ

وَلَقَدْ عَجِبْتُ لِطُولِ أَمْنِ مَنِيَّتي ... وَلَها إليَّ تَوَثُّبٌ وَدَبِيْبُ

للهِ عَقْلي ما يَزالُ يَخونُني ... وَلَقَدْ أَرَاهُ وَإِنَّهُ لَصَلِيْبُ

للهِ أَيامٌ نَعِمْتُ بِلِيْنِها ... أيامَ لِيْ غُصْنُ الشَّبابِ رَطِيْبُ

إنَّ الشبابَ لنَافِقٌ عِنْدَ النِّسا ... ما لِلْمَشِيْبِ مِنَ النِّساءِ حَبِيْبُ

وقال رحمه الله:

قَدْ سَمِعْنا الْوَعْظَ لَوْ يَنْفَعُنا ... وَقَرَأنا جُلِّ آياتِ الُكُتُبْ

كُلُّ نَفْسِ سَتُوفّى سَعْيَها ... وَلَها ميقاتُ يَوْمٍ قَدْ وَجَبْ

جَفَّتِ الأَقْلامُ مِنْ قَبْلُ بِما ... خَتَمَ اللهُ عَلَيْنا وَكَتَبْ

كَمْ رَأَيْنا مِنْ مُلوكٍ سادَةٍ ... رَجَعَ الدَّهْرُ عَلَيْهِم فَانْقَلِبْ

وَعَبيدٍ خُوِّلوا ساداتِهِم ... فَاسْتَقَرَّ الْمُلْكُ فيهِمْ وَرَسَبْ

لا تَقولَنِّ لِشَيءٍ قَدْ مَضى ... لَيْتَهُ لَمْ يَكُ بِالأمْسِ ذَهَبْ

وَاسْعَ لِلْيَوْمِ وَدَعْ هَمَّ غَدٍ ... كلُّ يَوْمٍ لَكَ فيهِ مُضْطَرَبْ

يَهْرُبُ الْمَرْءُ مِنَ الْمَوْتِ وَهَلْ ... يَنْفَعُ الْمَرْءِ مِنَ الْمَوْتِ الَهَرَبْ

كُلُّ نَفْسٍ سَتَقُاسي مَرَّةً ... كُرَبَ الْمَوْتِ فَلِلْمَوْتِ كُرَبْ

أَيُّها ذا الناس ما حَلِّ بِكُمْ ... عَجَبًا مِنْ سَهوِكُمْ كُلَّ الْعَجَبْ

أَسَقامٌ ثُمَّ مضوْتٌ نازِلٌ ... ثُمَّ قَبْرٌ وَنُشورٌ وَجَلَبْ

وَحِسابٌ وَكِتابٌ حافِظٌ ... وَمَوازينُ وَنارٌ تَلْتَهِبْ

وَصِراطٌ مَنْ يَزُلْ عَنْ حَدِّهِ ... فَإِلى خزِيٍ طَويلٍ وَنَصَبْ

حَسْبِيَ اللهُ إلهًا واحِدًا ... لا لَعَمْرُ اللهِ ماذا بِلَعِبْ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>