للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا:

أَلَحَّتْ مُقِيْمَاتٌ عَلَينا مُلِحّاتُ ... لَبالٍ وأيّامٌ بِنَا مُسْتَحَثّاتُ

نَحِنُّ مِنَ الدُّنْيا إلى كُلِّ لَذَّةٍ ... ولكِنَّ آفاتِ الزَّمانِ كَثيرَاتُ

وكَمْ مِنْ ملوك شيدوا وتحصنوا ... فما سبقوا الأيام شيئا ولا فاتوا

ولكِنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ غَبْطَتِهِمْ ماتُوا ولكِنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ غَبْطَتِهِمْ ماتُوا

وكم من أُناس قَدْ رَأيْنا بغِبْطَةٍ ... ولكنهم من بعد غبطتهم ماتوا

لَقَدْ أغْفَلَ الأَحْياءُ حَتّى كَأَنَّهُمْ ... بِما أغْفَلوا مِنْ طاعَةِ اللهِ أمواتُ

أَلاَ رُبَّما غَرَّ ابْنَ آدَمََ أنَّهُ ... لَهُ مُدَّةٌ تَخْفى عَلَيْهِ ومِيقاتُ

وَكُلُّ بَني الدُّنْيا يُعَلِّلُ نَفْسَهُ ... بِمَرِّ شُهْورٍ وهيَ لِلْعُمْرِ آفاتُ

أخِي إنَّ أمْلاكًا تَوَافَوْا إلى الْبِلى ... وكَانَتْ لَهُمْ في مُدَّةِ الْعَيْشِ آياتُ

ألَمْ تَرَ إِذْ رُصَّتْ عَلَيْهِمْ جَنادِلٌ ... لَهُمْ تَحْتَها لُبْثٌ طَوِيْلٌ مُقِيْمَاتُ

دَعِ الشَّرّ وابْغِ الْخَيْرَ في مُسْتَقَرّهِ ... فَلِلْخَيْرِ عَادَاتٌ ولِلشَّرِّ عَادَاتُ

وما لَكَ منِنْ دُنْياكَ مَالٌ تَعُدُّهُ ... على غيْرِ ما تُعْطِيه مِنْها وتَقْتاتُ

الأرجُوزة ذات الأمثال لأبي العتاهية

الحمدُ للهِ عَلَى تَقْدِيْرِهِ ... وحُسْنِ ما صَرَّفَ مِنْ أُمُوْرِهِ

الْحَمْدُ للهِ بِحُسْنِ صُنْعِهِ ... شُكْرًا عَلى إعْطائِهِ ومَنْعِهِ

يخيرُ لِلْعَبْدِ وإنْ لَمْ يَشْكُرُهْ ... وَيَسْتُرُ الْجَهْلَ عَلى مِنْ يُظْهِرُهْ

خَوَّفَ مَنْ يَجْهَلُ مِنْ عِقابِهِ ... وأَطْمْعَ الْعامِلَ في ثَوابِهِ

وَأَنْجَدَ الْحُجِّةَ بالإِرْسالِ ... إلَيْهِمُ في الأَزْمُنِ الْخَوالي

نَسْتَعْصِمُ اللهَ فَخَيْرُ عاصِم ... قَدْ يُسْعِدُ الَمَظْلومَ ظُلْمُ الظّالِمِ

فَضَّلَنا بِالْعَقْلِ وَالتَّدْبِيرِ ... وَعِلْمِ ما يَأْتي مِن الأُمورِ

<<  <  ج: ص:  >  >>