للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في المعنى:

أَسَفِي على زَمَنِ الشباب الزَّائِلِ ... أَسَفٌ أُدِيمُ عليه عَضَّ أنَامِلي

وَلَّى فَلاَ طَمَعٌ بعَطْفَةِ هَاجِرٍ ... مِنهُ ولا أمَلٌ لأَوبَةِ رَاحِلِ

هَذَا عَلَى أنَّ العَفافَ وهِمَّتي ... لَمْ يُظْفِرَ حَظِّي لَدَيهِ بِطَائِلِ

وقال في الوعظ:

كُنْ من الدنيا على وَجَلِ ... وتَوَقَّعْ بَغْتةَ الأَجَلْ

فَعُقُولُ النَّاسِ لاهِيَةٌ ... في الهَوى والكَسْبِ والأملْ

يَجْرعُ الإِنسانُ لَذَّتَها ... وهْيَ مِثْلُ السُّمِّ في العَسَلْ

أنءتَ مِن دُنياكَ في شُلُلٍ ... والمَنَايا فِيكَ في شُغُلْ

كُلُّ ما فيها يَزُولُ فلا ... فَرْقَ بَينَ الهَمِّ والجَذَلْ

يَا مَرِيضًا لم يَجِدْ ألَمَا ... أنْتَ لَو تَدْرِي أبُو العِللْ

يَا بَصِيرًا لَيسَ يُبصِرُ مَا ... فيهِ مِن عَيبٍ ومِن زَلَلْ

لَو أرَاكَ العَقْلُ أيسَرَهُ ... كِدْتَ أنْ تَفْنَى مِن الخَجَلْ

لِلْهُدَى نُورٌ يَدلُّ عَلَى ... آخرِ الأَشْيَاءِ بالأُوَلْ

فابتدِرْ مَا سَوفَ تَذْكُره ... نادِمًا مَا دُمْتَ في مَهَلْ

لَيسَ يُجْدِي القَولُ مَنْفَعَةً ... حِينَ تُبِديهِ بِلاَ عَمَلْ

وإذا مَا الفَهْمُ عَازَكَ لَمْ ... تَنْتَفِعْ بالوَعْظِ والعَذَلْ

وقال في المعنى:

إذَا دَانَتْ لَكَ الدُّوَل ... ففَكِّرْ كَيفَ تَنْتَقِلُ

فلو سَمَحَتْ بِهَا الأّيا ... مُ لَمْ يَسْمح بِهَا الأَجَلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>