للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَدَاةَ غَدَوا بالمُؤْمِنِينَ يَقُودُهُمْ ... إلى الموت مَيمُونُ النَّقِيبَةِ أزْهَرُ

أغَرُّ كَلَونِ البَدْرِ من آلِ هَاشِمٍ ... أبِيٌّ إذَا سِيمَ الظُلاَمَة مِجْسَرُ

فَطَاعَن حَتَّى مَاتَ غَيرَ مُوسَّدٍ ... بمُعْتَرَكٍ فِيهِ الفَنَا يَتَكَسَّرُ

فَصَارَ مَعَ المُسْتَشْهِدينَ ثَوَابُهُ ... جِنَانٌ وملتَفُّ الحدائِقِ أَخضَرُ

وَكُنّا نَرَى فِي جَعْفَرٍ مِنْ مُحَمّدٍ ... وَفَاء وَأَمْرًا ... حَازِمًا حِينَ يَأْمُرُ

فَمَا زَالَ فِي الإسْلامِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... دَعَائِمُ عِزٍ لا تُرَامُ وَمَفْخَرُ

هُمُوا جَبَلُ الإسْلامِ وَالنّاسُ حَولَهُ ... رِضَامٌ إِلَى طَودٍ يَرُوقُ وَيَقْهَرُ

هُمُوا أَوْلِيَاءُ اللهِ أَنْزَلَ حُكْمَهُ ... عَلَيْهِم وَفِيهُم ذَا الكِتَابُ الْمُطَهّرُ

بَهَا لِيلُ مِنْهُم جَعفَرٌ وَابنُ أمِّهِ ... عَلِيٌ وَمَنهُم أَحْمَدُ الْمُتَخِيّرُ

وَحَمْزَةُ وَالْعَبّاسُ مِنْهُمْ وَمِنْهُمُ ... عَقِيلٌ وَمَاءُ الْعُودِ مِنْ حَيْثُ يُعْصَرُ ...

وقال يُرْثِي النبي - صلى الله عليه وسلم -:

كَانَ الضِّيَاءَ وكَانَ النَّوْرَ نَتْبَعُهُ ... بَعْدَ الإِلهِ وكَانَ السَّمْعَ والبَصَرَا

فَلَيْتَنَا يَوْمَ وَارَوْهُ بِمَلْحَدِهٍ ... وَغيَّبُوهُ وألقَوْا فَوْقَهُ المَدَرَا

لَمْ يَتْرُكِ اللهُ مِنَّا بَعْدَهُ أَحَدًا ... ولَمْ يَعيش بَعْدَهُ أنْثَى ولا ذَكَرَا

ذَلَّتْ رِقَابُ بَنِي النجارِ كُلِّهِمُ ... وكَانَ أمْرًا مِن أمْرِ اللهِ قَدْ قُدِرَا

وقال - رضي الله عنه - في يوم بدر:

أَلا يَا لَقَومِ هَلْ لِمَا حُمَّ دَافِعُ ... وهَلْ مَضَى مِنْ صَالِحِ العَيْشِ رَاجع

تَذَكَّرْتُ عَصْرًا قَدْ مَضَى فَتَهافَتَتْ ... بَنَاتُ الحَشَا وانْهَلَّ مني المدَامِعُ

صَبَابَةُ وَجْدٍ ذَكَّرَتْنِيْ أحِبَّةً ... وقَتلَي مَضَوْا فيهم نُفَيْعٌ وَرَافِعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>