للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سَحَ الشَّعيبِ وماءِ الغَرْبِ يَمْنَحُهُ ... سَاقٍ يُحَمَلُهُ سَاقٍ بإذْلالِ

حَامي الحقِيقَةِ نَسألُ الوَدْيِقَةِ فَكَّـ ... ـاكُ العُنَاةِ، كَرِيمٌ مَاجِدٌ عَالِ!

عَلى رَسُولِ لَنَا مَحضٌ ضَريبَتُهُ ... سَمْحِ الجليقَةِ، عَفٍّ غَيرِ مِجْهالِ!

كَشَافِ مَكرُمَةٍ، مِطْعَامِ مَسغَبَةٍ ... وَهّابِ عَانِيَةٍ وَجْنَاءَ شِمْلالِ!

عَفٍّ مَكَاسِبُهُ، جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ، ... خَير البَرِيّةِ سَمْحٍ غَيرِ نَكَالِ!

وَاري الزنادِ وقوّادِ الجِيَاد إلى ... يومِ الطْرَادِ، إذا شَبَتْ بأجْذالِ

وَلا أزكي عَلى الرحمنِ ذا بَشَرٍ، ... لكِنْ عِلْمَكَ عنْدَ الوَاحِدِ العالي!

إني أرى الدَهْرَ والأيّامَ يَفْجَعُني ... بالصّالحينَ، وأبْقَى نَاعِم البَالِ!

يا عَينٍ فابكي رَسولَ الله إِذْ ذُكرَتْ ... ذَاتُ الإلَهِ، فنعْمَ القائدُ الوَالي!

وقال كَعبُ بنُ مالك يَرثِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

يَا عَينِ فَابكي بدَمْعٍ ذَرَى ... لِخَيرِ البّرِيّةِ وَالمُصْطَفَى!

وَبَكِّي الرّسُولَ! وحُق البُكاءُ ... عَلَيهِ، لَدى الحرْبِ عنْدَ اللّقَا!

عَلى خَيرِ مَنْ حَمَلَتْ نَاقَةٌ ... وَأتْقَى البَرِيّةِ عِنْدَ التَّقَى

عَلى سَيدٍ مَاجِدٍ جَحْفَلٍ، ... وَخَيرِ الأنَامِ وخَيرِ اللهَا!

لَهُ حَسَبٌ فَوقَ كُل الأنَا ... مِ منْ هاشمٍ ذلكَ المرْتَجَى

نُخَصّ بما كَانَ من فَضْلِهِ، ... وكَانَ سِرَاجًا لنَا في الدّجَي!

وكَانَ بَشِيرًا لَنَا مُنْذِرًا، ... وَنُورًا لَنَا ضَوءُهُ قدْ أضَا

فأنْقَذَنَا اللهُ في نُورِهِ، ... ونَجّى برَحْمَتِهِ من لَظَى!

وقالتْ أرْوَى بنْت عبد المطلب أيضًا:

ألا يا رَسولَ الله كُنْتَ حَبَيبَنَا ... وكُنْتَ بِنا بَرًّا ولمْ تَكُ جافِيَا!

وكُنْتَ بِنَا بَرًا رءوفًا وَرَاحِمًا ... ليبَكِ عليكَ اليومَ مَن كان باكِيا!

لَعَمْرُكَ مَا أبكي النبيّ لِموتِهِ! ... ولكِنْ لِهَرْجٍ كان بَعدَكَ آتيَا

<<  <  ج: ص:  >  >>