للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والْحَلْقُ لِلِّحْيَةِ مَعْ ضِيقِ السَّلَبْ ... يعْتَادُهُ أَهْلُ الضَّلاَلِ وَالرِّيَبْ

وَمِثْلُهُ اللَّهْوُ بأنْوَاعِ اللَّعِبْ ... حَاشَا لِعَاقِلِ إِلَيهِ يَنْتَسِبْ

لأنَّهُ مُضَيِّعُ الأوقَاتِ ... وَمُذْهِبٌ لأشْرَفِ الصِّفَاتِ

وَهَادِمٌ لِلدِّينِ وَالمَرُوءَةِ ... وَيَسِمُ الإِنْسَانَ بالسَّفَاهَةِ

آخر:

خَفَافِيشُ هَذَا الوَقْتِ كَانَ لَهَا ضَرَرْ ... وَأوبَاشُهَا بَينَ الوَرَى شَرُّهَا ظَهَرْ

يَعِيبُونَ أهْلَ الدِّينِ مِن جَهْلِهِم بِهِمْ ... كَمَا عَابَتِ الكُفَارُ مَنْ جَاءَ مِنْ مُضَرْ

يَقُولُونَ رَجْعِيُونَ لَمَّا تَمَسَّكُوا ... بِنَصِّ مِن الوَحْيَينِ كَانَ لَهُ الأثَرْ

وإعْفَائِهِم تِلْكَ اللِّحَى لِجَمالِهَا ... وتَرْكِ سَوَادٍ حِينَ كَانَ بِهِ غَرَرْ

وحَمْلِهُمُو تِلْكَ العُصِيَّ لأنَّهَا ... لَدَيهِم حَمَقَاتٌ ومِسْوَاكَ مُطَّهَرْ

وذَمّهُمُو مَعْ سُخْرِهِم لِحُرُوبِنَا ... بِسَيفٍ وَرْمْحٍ فِعْلَ مَن مَاتَ أو غَبَرْ

ثَكِلتُكُمُو يَا أجْهَلَ النَّاسِ فاسْتُروا ... مَخَازِيكُمُو لا تَكْشِفُوهَا فَتَنْتَشِرْ

مَتَى كُنْتُمُو أهْلاً لِكُلِ فَضِيلةٍ ... مَتَى كُنْتُمُو حَرْبًا لِمَنْ حَادَ أو كَفَرْ

مَتَى دُسْتُمُو رَأْسَ العَدُوِّ بِفيلَقٍ ... وقُنْبُلَةٍ أو مِدْفَعٍ يَقْطَعُ الأثَرْ

تَعِيبُونَ أشْيَاخًا كِرَامًا أعِزَّةً ... جَهَابِذَةً نُورُ البَصِيرةِ والبَصَرْ

فَمَنْ لَمْ يُوقِّرْ أشْيَبَ الرأْسِ واللِّحِىَ ... فَلَيسَ حَرِيًّا بالسَّعَادِةٍ والظَفَرْ

ومَن وَقَّرَ الأشياخَ فَهْوَ مُوَفَّقٌ ... سَعِيدٌ بِهَذي الدَّارِ والأجْرُ مُدَّخَرْ

فَهُمْ بَركَاتٌ لِلْبِلادِ وأهْلِهَا ... بِهمْ يَدْفَعُ اللهُ البَلاَيَا عَن البَشَرْ

ولَو لَمْ يَكُنْ طِفْلٌ وشُبَّانُ رُكَّعٌ ... وَبِهُمْ رَتيعٌ صُبَّ مِنْ فَوقِنَا الحَجَرْ

فَيَا مُدَّعَي الإِسلامَ باللهِ فاقْبَلُوا ... نَصِيحَةَ مَن يَرْضَى لكُم كُلَّ مُفْتَخَرْ

<<  <  ج: ص:  >  >>