للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رحمه الله تعالى:

الْمَنايا تَجوسُ كلِّ الْبِلادِ ... والْمَنايا تُفْني جَميعَ الْعِبادِ

لَتَنالَنَّ مِنْ قُرونٍ أراها ... مِثْلَ ما نِلْنَ مِنْ ثَمودٍ وعادِ

هُنَّ أفْنَيْنَ مَنْ مَضى مِنْ نزِارٍ ... هُنَّ أفْنَيْنَ مَنْ مَضى مِنْ إيادِ

هَلْ تَذَكَّرْتَ مَنْ خَلا مِنْ بَنى سا ... سانَ أرْبابِ فارِسٍ والسَّوادِ

هَلْ تَذَكَّرْتَ مَنْ مضى بني الأصـ ... ـفر أهل القباب كالأطواد

أَيْنَ أيْنَ النَّبِيًُّ صَلى عَلَيْهِ ... اللهُ مِنْ مُهْتَدٍ رَشيدٍ وهادِ

أَيْنَ دَاوُدُ أَيْنَ أَيْنَ سُلَيْما ... نُ الُمَنيُع الأَعْراضِ والأَجْنادِ

رَاكِبُ الرّيحِ فاهِرُ الْجِنِّ والإِنْـ ... ـسِ بِسُلْطانِهِ مُذِلُّ الأَعادي

أَيْنَ نُمْرودُ وابْنُهُ أَيْنَ قَارُو ... نُ وهامانُ ذُو الأَوْتادِ

إنَّ في ذِكْرِنا لَهُمْ لاعْتبِارًا ... ودَليلاً عَلى سَبيلِ الرَّشادِ

وَرَدُوا كُلُّهُمْ حِياضَ الْمَنايا ... ثُمَّ لمْ يَصْدِروا عَنِ الإِيرادِ

أَيُّها الُمُزْمِعُ عنِ الدُّنْـ ... ـيا تَزَوَّدْ لِذاكَ مِنْ خَيْرِ زَادِ

لَتَنالَنَّكَ اللَّيالِي وَشِيْكًا ... بِالْمَنايا فَكُنْ عَلى اسْتِعْدادِ

أتَناسَيْتَ أمْ نَسِيتَ الْمَنايا ... أنَسِيْتَ الْفِرَاقَ لِلأَوْلادِ

أنَسِيْتَ الْقُبورَ إذْ أَنْتَ فيها ... بَيْنَ ذُلٍّ وَوَحْشَةٍ وَانْفِرادِ

أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ السِّباقِ وإذ أنْتَ ... تَنادى فما تُجيبُ الْمُنادي

أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ الْفِراقِ وإذْ نَفْـ ... ـسُكَ تَرْقى عَنِ الْحَشِا والْفُؤادِ

أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ الْفِراقِ وَإذ أنْـ ... ـتَ مِنَ النَّزْعِ في أَشَدِّ الْجِهِادِ

أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ الصُّراخِ وإِذْ يَلْـ ... ـطِمْنَ حُرَّ الُوْجوهِ والأَجْيادِ

باكِياتٍ عَلَيْكَ يَنْدُبْنَ شَجْوًا ... خافِقاتِ الْقُلوبِ والأَكْبادِ

<<  <  ج: ص:  >  >>