للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِنَفْسِكَ فابْدأ حَائِدًا عن هوى الهوى ... لَدَى سَوْمِهَا ترْعَى وَإنكَ كابح

أَضَرُّ عَدُوٍّ مَن بدَاركَ سَاكنٌ ... مُطِيْعٌ لشيْطَانٍ وللدين قَابِح

سَلاَمةُ عَيْبِ النفس عَزت لِمَا لَها ... يَكونُ خِلالُ المُنْكراتِ المسَارِح

فلا تَسْتَطِيعُ التَّرْكَ عَن شَهواتِهَا ... ولَمْ تَحْتَملْ ذُلا كَذاك السَّبَادِح

لِجَاؤُكَ بالمولىَ وتُقْلِيْلُ مَطْعَم ... دَوَاءً لأَدْواءِ النُفْوس مُطَحْطِح

وبالأصْغَرَيْن احْفَظْ، وبالأجْوَفَيْنِ والْـ ... ـجَوَاسيْسِ صُنْ دَوْمًا تُطِعْكَ الجَوَارِح

تُبَاعٌ لِقُرْآنِ النَبيِّ وصَحْبِه ... وتابعهِم تِرْيَاقُ مَنْ هُوَ صَالح

عليه صلاةُ الله ثم عليهمُ ... كذاك سلام بالرياحِيْن فائح

وقال بعضُهمْ في سؤال الرحمن تعالى:

لا تَطْلُبَنْ مِن غَيرِ ربكِ حَاجَةً ... إنْ كُنْتَ بالرحمن ذَا إٍيمانِ

ومَن الذي يَسْتَبْدِلُ الضَعَفاءَ ... والفُقَراءَ والبُخَلاءَ بالرحمنِ

أو يَشتَرِيِ الظُلماتِ بالأنوارِ أو ... يَرضَى يَعُودُ بأخْسَرِ الخُسرانِ

فَوِّضْ إِلى المعبودِ أمَركَ كلَّه ... وافزعْ إلى المولى بِغيرِ تَواني

واقرَعْ إذا نَامَ الأنامُ وغَلَّقُوا ... أبوابَهُمْ بابَ النوالِ الهانِي

بابَ الذي بَسَط اليدَينِ بِلَيلِهِ ... ونهارِهِ لِتَداركِ العِصيانِ

ويَداهُ مَبْسُوطانِ للإحسانِ ما ... قُبَضَتْ يَدٌ خَوفًا مِن النُقْصَانِ

بابَ الذي إنْ لَم تَسَلْهُ فَضْلَهُ ... يَغْضَبْ فَكَيفَ يَردُّ بالحِرمانِ

بابَ المجيبِ إذا دَعاه مُرْتَجٍ ... لاَجٍ إليهِ ما لَه مِن ثاني

الواعدُ العبدَ الإِجابةَ إنْ دَعا ... في آيَتَيْ بُشْرى مِن القرآن

بابَ الذي نَبَّا الرسولُ بقُربِهِ ... لِيُبَشِّرَ الجهُلاَ مِن العُبْدانِ

بَابٌ إذا لم تَأْتِهِ مُتَذَلِلاً ... لم تُحْظَ بالإِيمانِ والغُفرانِ

وخَسرتَ في كلِ الأمورِ فَلَمْ تَفُزْ ... بِمُنًى وَعُدْتَ بِخَيْبَةٍ وهَوِانِ

بابَ الذي يُغْنِيْكَ عن زَيْدٍ وعن ... عَمروٍ وعن ثانٍ وعن أعْوانِ

بابَ الذي إنْ يُعْطِ كُلاًّ سُؤْلَهُ ... لم يُلْفَ مُنْتَقصًا مَدَى الأزمانِ

بابَ الذي لَوْ يَتَّقيه الخلقُ ما ... زَادوُه في مُلْكٍ ولا سُلطانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>