للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يُعْجِبَنَّكَ ما تَرى فَكأنَّهُ ... قَدْ زالَ عَنْكَ زَوالَ أَمْسِ الذّاهِبِ

أَصْبَحْتَ في أَسْلابٍ قَوْمٍ قَدْ مَضَوْا ... وَرِثوا التَّسالُبَ سالِبًا عَنْ سالِبِ ...

وقال أيضًا:

تَبارَكَ رَبُّ لا يَزالُ وَلَمْ يَزَلْ ... عَظيمَ الْعَطايا رازِقًا دائِمَ السَّيْبِ

لِهَجْتُ بِدارِ المَوْتِ مُسْتَحْسِنًا لَها ... وَحَسْبيِ لدارِ المَوْتِ بِالمَوْتِ مِنْ عَيْبِ

لِيَخْلُ امْرُؤٌ دونَ الثِّقاتِ بِنَفْسِهِ ... فَما كُلُّ مَوْثوقٍ بِهِ ناصِحُ الْجَيْبِ

لَعَمْرُك ما عَيْنٌ مِنَ المَوْتِ في عَمَى ... وَما عَقْلُ ذي عَقْلٍ مِنَ الْبَعْث في رَيْبِ

وَما زالَتِ الدُّنْيا تُرى النّاسَ ظاهِرًا ... لَها شاهدٌ مِنْهُ يَدُلُّ عَلى غَيْبِ

وقال أيضًا:

سُبْحانَ مَنْ يُعْطي بِغَيْرِ حِسابِ ... مَلِكِ المُلوكِ وَوارِثِ الأَرْبابِ

وَمُدَبِّر الدُّنْيا وَجاعِلِ لَيْلِها ... سَكَنًا وَمُنْزِلِ غَيْثِ كُلِّ سَحابِ

يا نَفْسُ لا تَتَعَرَّضي لِعَطِيَّةٍ ... إِلاّ عَطِيَّةَ رَبِّكِ الْوَهّابِ

يا نَفْسُ هَلاّ تَعْمَلينَ فَإنَّنا ... في دارِ مُعْتَمَلٍ لِدارِ ثَوابِ

وقال أيضًا:

ما يُرْتَجى بِالشَّيْءِ لَيْسَ بِنافِعِ ... ما لِلْخُطوبِ وَلِلزَّمانِ الْفاجِعِ

وَلَقَلَّ يَوْمٌ مَرَّ بِي أوْ لَيْلَةٌ ... لمْ يَقْرَعا كَبِدي بِخَطْبٍ رائِعِ

كمْ مِنْ أسيرِ الْعَقْلِ في شَهَواتِهِ ... ظَفِرَ الْهَوى مِنْهُ بِعَقْلٍ ضائِعِ

سُبْحانَ مَنْ قَهَرَ الْمُلوكَ بِقُدْرَةٍ ... وَسِعَتْ جَميعَ الْخَلْقِ ذاتِ بَدائِعِ

أيُّ الْحَوادِثِ لَيْسَ يَشْهَدُ أنَّهُ ... صُنْعٌ ويَشْهَدُ بِاقْتِدارِ الصّانِعِ

ما النَّاسُ إِلاَّ كَابْنِِ أُمٍّ واحِدٍ ... لَوَلا اخْتِلافُ مَذاهِبٍ وطَبائِعِ

والحَقُّ في الْمَجْرى أغَرُّ مُحَجَّلٌ ... تَلْقاكَ غُرَّتُهُ بِنُورٍ ساطِعِ

<<  <  ج: ص:  >  >>