للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَشْرَقَ نُورُ العِلْمِ مِنْ حُجَرَاتِهِ ... عَلَى وَجْهِ عَصْرٍ بالجَهَالَةِ مُظْلِمِ

وَدَكَّ حُصُوْنَ الجَاهِلِيَّةِ بالهُدَى ... وَقَوَّضَ أَطْنَابَ الضَّلاَلِ المُخَيِّمِ

وَأَنْشَطَ بالعِلْمِ العَزَائِمَ وابْتَنَى ... لأَهْلِيْهِ مَجْدًا لَيْسَ بالمُتَهَدِّمِ

وَأَطْلَقَ أَذْهَانَ الوَرَى مِنْ قُيُودِها ... فَطَارَتْ بأَفْكَارِ عَلَى المَجْدِ حُوَّمِ ...

وَفَكَّ أُسَارَ القَوْمِ حَتَّى تَحَفَّزُوا ... نُهوضًا إلى العَلْياءِ مِنْ كُلِّ مجْثِمِ

وَعَمَّا قَلِيْلٍ طَبَّقَ الأَرْضَ حُكْمُهُمْ ... بِأَسْرَعَ مِنْ رَفْع اليَدَيْنِ إلى الفَمِ

انْتَهَى

آخر:

أَجنِبْ جِيَادًا مِن التَّقْوى مُضَمَّرةٌ ... لِلْسَّبْقِ يَومَ يَفُوزُ النَّاسُ بِالسَّبَقِ

تَمُرُّ مَرَّ الرِّيَاحِ الهُوجِ عَاصِفَةً ... أَوْ لَمْحَةِ البَرْقِ إِذْ يَجْتَازُ بالأُفُقِ

وارْكُضْ إلىَ الغَايَةِ القُصْوى وَخَلِّ لَهَا ... عِنَانَ صِدْق رَمَى في فِتْيَةٍ صُدُقِ

فإنَّ خلْفَكَ أعْمَالاً مُثْبِّطَةً ... وَلَسْتَ تَنْهَضُ إلا وَيْكَ بالعَنَقِ

كَمْ حَلَّ عَزْمُكَ مِن دُنْيا مُعَرِّجَةٍ ... بِقَصْدِكَ اليومَ عن مَسْلُوْكَةِ الطُّرُقِ

يَا غَافِلاً وَالمَنَايَا مِنْهُ ذَاكِرَةٌ ... وَضَاحِكًا والرَّدَى مِنْهُ عَلَى حَنَقِ

قَطَعْتَ عُمْرَكَ في سَهْو وفي سِنَةٍ ... وَمِنْ أَمَامِكَ لَيْلٌ دَائِمُ الأرَقِ

انْتَهَى

<<  <  ج: ص:  >  >>