للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرُوْمُ الْخُلْدَ في دَارِ الْمَنايا ... وكَمْ قَدْ رَامَ غَيْرُكَ ما تَرُومُ

سَلِ الأَيّامَ عَنْ أُمَمٍ تَقَضَّتْ ... سَتُخْبِرُكَ الْمَعالِمُ والرُّسومُ

وما تَنْفَكُّ مِنْ زَمَنٍ عَقُوُرْ ... بِقَلْبِكَ مِنْ مَخالِبِهِ كُلُومُ

إذا ما قُلْتَ قَدْ زَجَّيْتُ غَمًّا ... فَمَرَّ تَشَعَّبَتْ مِنْهُ غُمُومُ

وقال:

لَقَدْ طَالَ يا دُنْيَا إليْكِ رُكُونِي ... ودَامَ لُزُوْمِي ضَلَّتِي وَفُتُوني

وطالَ إِخائي فيكِ قَوْمًا أَراهُمُ ... وكُلُّهُمُ مُسْتَأْثِرٌ بِكِ دوني

وكُلُّهُمُ عَنِّي قَلِيلٌ غنَاؤُهُ ... إذا غَلِقَتْ في الهالِكينَ رُهوني

فَيارَبِّ إِنَّ النّاسَ لا يُنْصِفُونَني ... وكَيْفَ ولَوْ أَنْصَفْتُهُمْ ظَلَموني

وإِنْ كانَ لي شَيْءٌ تَصَدَّوْا لأَخْذِهِ ... وإِنْ جِئْتُ أَبْغي شَيْئَهُمْ مَنَعوني

وإِنْ نالَهُمْ رِفْدي فَلا شُكْرَ عِنْدَهُمْ ... وإِنْ أَنَا لَمْ أَبْذُلْ لَهُمْ شَتَموني

وإِنْ وَجدوا عِنْدي رَخاءً تَقَرَّبوا ... وإِنْ نَزَلَتْ بي شِدَّةٌ خَذَلوني

وإِنْ طَرَقَتْني نَكْبَةٌ فَكهوا بِها ... وإِنْ صَحِبَتْني نِعْمَةٌ حَسَدوني

سَأمْنَعُ قَلْبي أَنْ يَحِنَّ إِلَيْهِمُ ... وأَحجُبُ عَنْهُمْ ناظِري وجُفَوني

وأَقْطَعُ أيامي بِيَوْمِ سُهولَةٍ ... أُزَجِّي بِهِ عُمْري ويَوْم حُزُونٍ

أَلا إِنَّ أصْفى الْعَيْشِ ما طَابَ غِبُّهُ ... وما نِلْتُهُ في عِفَّةٍ وسُكونِ

وقال أيضًا:

مَنْ يَعِشْ يَكْبَرْ وَمَنْ يَكْبَرْ يَمُتْ ... وَالمْنَايا لا تُلالي ما أَتَتْ

كَمْ وَكَمْ قد دَرَجَتْ مِنْ قَبْلِنا ... مِنْ قُرونٍ، وقُرونٍ قَدْ مَضَتْ

أَيُّها الْمَغْرورُ ما هذا الصِّبا ... لَوْ نَهَيْتَ النَّفْسَ عَنْهُ لانْتَهَتْ

أنَسيتَ الْمَوْتَ جَهْلاً والْبِلى ... فَسَلَتْ نَفْسُكَ عَنْهُ ولَهَتْ

<<  <  ج: ص:  >  >>