للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر:

لاَ نِلْتُ مِمَّا أَرْتَجِيهِ سُرُورَا ... إن كان قَلْبِي عن رَجَاكَ نَفُورَا

والمرءُ لَيسَ بِصَادِقَ في حُبّهِ ... إنْ لَمْ يَكُنْ في النائِبات صَبُورَا

للهِ قومٌ أَخْلَصُوا في حُبِّهِ ... فكَسَا وجُوهَهُمُ الوَسِيمَةَ نُورًا

ذَكَرُوا النَّعِيمَ فَطَلَّقُوا دُنْْيَاهُمُو ... زُهْدًا فَعَوضَهُم بِذَاكَ أَجُورًا

قامُوا يُنَاجُونَ الإلهَ بِأَدْمُعٍ ... تَجْري فَتَحْكِي لُؤلُؤًا مَنْثُورًا

سَتَروا وُجُوهَهُمُو بِأَسْتَارِ الدُّجَى ... لَيلاً فَأَضْحَتْ في النَّهَارِ بُدُورًا

عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوا وَجَادُوا بالذي ... وَجَدُوا فَأَصْبَحَ حَظهُم مَوفُورًا

وإِذَا بَدَا لَيلٌ سَمِعْتَ حَنِينَهُمْ ... وَشِهَدْتَ وجْدًا مِنْهُمُو وزَفِيرًا

تَعِبُوا قَلِيلاً في رِضَا مَحْبُوبِهِم ... فَأَرَاحَهُم يَومَ اللِّقَاءِ كَثِيرًا

صَبَرُوا عَلى بَلْوَاهُمُو فَجَزَاهُمُو ... يَومَ القِيَامَةِ جَنَّةً وحَرِيرًا

يَا أَيُّهَا الغِرُّ الحَزِينُ إِلى مَتَى ... تُفْنِي زَمَانَكَ بَاطِلاً وَغُرُورًا

بَادِرْ زَمَانَكَ واغْتَنِمْ سَاعَاتِهِ ... وَاحْذَرْ تَوانًا كَي تَحَوُزَ أَجُورًا

وَاضْرعْ إِلى المَولى الكَريمِ وَنَادِهِ ... يَا وَاحِدًا في مُلكِهِ وَقَدِيرًا

مَا لي سِوَاكَ وَأَنْتَ غَايَةُ مَقْصَدِي ... وإِذَا رَضِيتَ فَنِعْمَةٌ وسُرُورًا ...

آخر:

شَمِّر عَسَى أَنْ يَنْفَعَ التَّشْمِيرُ ... وانْظُرْ بِفْكركَ مَا إليهِ تَصِيرُ

طوَّلْتَ آمالاً تكَنَّفَهَا الهَوَى ... ونسِيتَ أنَّ العُمْرَ منكَ قصِيرُ

قد أفْصَحَتْ دُنْيَاكَ عن غدَرَاتِها ... وأَتَى مَشِيبُكَ وَالمشِيبُ نَذِيرُ

دَارٌ لَهَوتَ بِزَهْوهَا مُتَمَتِّعًا ... تَرْجُو المقامَ بهَا وَأَنْتَ تسيرُ

واعْلَمْ بأنَّكَ رَاحِلٌ عَنْهَا ولَو ... عُمِّرْت فيهَا مَا أقامَ ثَبِيرُ

لَيسَ الغِنَىُّ في العَيشِ إلا بُلْغَةَ ... ويسِير ما يَكْفِيكَ منه كثيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>