للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُصِيبَ المسلِمُونَ بِهِ جَميعًا ... هُنَاكَ وقَدْ أُصِيبَ بِه الرَّسُولُ

أبا يَعْلَى لَكَ الأركَانُ هُدَّتْ ... وأنْتَ الماجِدُ البَرُّ الوَصُولُ

عَلَيكَ سَلامُ رَبَّكَ في جِنَانٍ ... مُخَالِطُهَا نَعِيمٌ لا يَزُولُ

ألاَ يَا هَاشِمُ الأخْيارِ صَبْرًا ... فَكُلُّ فِعَالِكُم حَسَنٌ جَمِيلُ

رَسُولُ اللهِ مَصْطَبِرٌ كَرِيمُ ... بِأَمْرِ اللهِ يَنْطِقُ إذْ يَقُولُ

ألاَ مِن مُبْلِغٍ عَنِّي لُؤيًّا ... فَبَعْدَ اليومِ دَائِلةٌ تَدُولُ

وقَبْلَ اليومِ مَا عَرفُوا وذَاقُوا ... وقَائِعنَا بِهَا يَشْفِي الغَلِيلُ

نَسيتُمْ ضَرْبَنَا بِقَلِيبِ بَدْرٍ ... غَدَاةَ أتَاكُم الموتُ العَجِيلُ

غَدَاةَ ثَوى أبُو جَهْلٍ صَرِيعًا ... عَلَيه الطَّيُر حَائِمةٌ تَجُولُ

وعُتْبةُ وابْنُه خَرَّا جَميعًا ... وشَيبةَ عَضَّه السَّيفُ الصَّقِيلُ

قال ابن إسحاق وقال كعب بن مالك أيضًا في يوم أحُد:

سَائِلْ قُريشًا غَداةَ السفحِ مِن أُحُدٍ ... ماذَا لَقِينَا ومَا لاقَوا مِن الهَربِ

فَكَمْ تَرَكْنَا بِهَا مِن سَيدٍ بَطَلٍ ... حَامِي الذَمَارَ كَرِيم الجِدِّ والحَسَبِ

فِينَا الرسُولُ شَهَابٌ ثم نَتْبَعُهُ ... نُورٌ مَضِيءٌ لَهُ فَضْلٌ عَلى الشُهُبِ

الحقُ مَنْطِقُهُ والعَدْلُ سِيرتُهُ ... فَمنْ يُجِبْهُ إليه يَنْجُ مِن تَبَبِ

نَجْدُ المقدمِ مَاضِي الْهِّم مُعْتزمٌ ... حينَ القُلوبِ عَلى رَجْفٍ مِن الرُعُب

نَمْضِي ويَذْمُرنَا مِن غَير مَعْصِيَةٍ ... كأنَّه البَدرُ لَمْ يُطْبَعْ عَلَى الكَذِبِ

بَدَا لَنَا فاتَّبعناهُ نُصَدِّقُهُ ... وكَذَّبُوهُ فكُنَّا أسْعَدَ العَرِبِ

جَالُوا وجُلْنَا فما فَاءُوا ولا رَجَعُوا ... ونَحنُ نَثْفُنُهُمْ لَمْ نأَلُ في الطَّلبِ

ليسَا سَواءً وشَتَّى بَينَ أمْرِهِمَا ... حْزِبُ الإِلهِ وأهْلِ الشركِ والنُصُبِ

آخر:

وخَيلٌ تراها بالفَضَاءِ كأنَّها ... جَرَادٌ صَبَا في قَرَّةٍ يَتَرّتَّعُ

فَلَمَّا تلاقينا ودَارَتْ بِنَا الرَّحَى ... ولَيسَ لأَمْرِ حَمَّهُ اللهُ مَدْفَعُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>