للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا:

تَعالى الْواحِدُ الصَّمَدُ الْجَليلُ ... وَحاشا أنْ يَكونَ لَهُ عَدِيلُ

هُوَ الْمَلِكُ الْعَزِيزُ وكُلُّ شَيْءٍ ... سِواهُ فَهُوَ مُنْتَقَصٌ ذَليلُ

وَما مِنْ مَذْهَبٍ إلاَّ إلَيْهِ ... وإَنَّ سبيلَهُ لَهُوَ السَّبيلُ

وَإِنَّ لَهُ لَمَنَّا لَيْسَ يُحْصى ... وَإِنَّ عَطَاءَهُ لَهُوَ الْجَزيلُ

وَكُلُّ قَضائِهِ عَدْلٌ عَلَيْنا ... وَكُلُّ بَلائِهِ حَسَنٌ جَميلُ

وَكُلُّ مُفَوَّهٍ أثنى عَلَيْهِ ... لِيَبْلُغَهُ فَمُنْحَسِرٌ كََليلُ

أَيا مَنْ قَدْ تَهاوَنَ بالْمَنايا ... وَمْن قَدْ غَرَّهُ الأَمَلُ الطَّويلُ

ألَمْ تَرَ أَنَّما الدُّنيا غرُورٌ ... وأَنَّ مُقامَنا فيها قَليلُ

* * *

وقال رحمه الله تعالى:

سَبَقَ القضاءُ بِكل ما هُوَ كائِنُ ... واللهَ يا هذا لِرِزقِك ضامِن

تُعْنى بما تُكْفى وَتْرُكُ ما بِهِ ... توصى كَأَنَّكَ لِلْحَوادِثِ آمِنُ

أَوَما تَرى الدُّنيا ومَصْدَرُ أهْلِها ... ضَنْكٌ ومَوْرِدُها كَرِيهٌ آجِنُ

واللهِ ما انْتَفَعَ الْعَزِيزُ بِعِزِّهِ ... فيها ولا سَلِمَ الصَّحِيحُ الآمِنُ

والْمَرْءُ يُوطِنُها ويَعْلَمُ أَنَّهُ ... عَنْها إِلى وطَنٍ سِواها ظاعِنُ

يا ساكِنَ الدُّنيا أَتَعْمُرُ مَسْكَنَاً ... لَمْ يَبْقَ فيهِ مَعَ الْمَنِيَّةِ ساكِنُ

الْمَوْتُ شَيْءٌ أَنتَ تَعْلَمُ أنَّهُ ... حَقٌّ وأنتَ بِذِكْرِهِ مُتَهاوِنُ

إنَّ الْمَنِيَّةَ لا تُؤامِرُ مَنْ أَتَتْ ... في نَفْسهِ يَوْمًا ولا تَسَتأْذِنُ

اعْلَمْ بِأنَّكَ لا أَبا لَكَ في الَّذي ... أَصْبَحْتَ تَجْمَعُهُ لِغَيْرِكَ خازِنُ

فَلَقَدْ رَأيْتَ مَعاشِرًا وعَهِدْتَهُمْ ... فَمَضَوْا وأنْتَ مُعايِنٌ ما عايَنُوا

ورَأَيْتَ سُكَّانَ الْقصورِ وما لَهُمْ ... بَعْدَ القْصُورِ سِوى الْقُبورِ مَساكِنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>