للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رحمه الله تعالى:

يا رُبَّ شَهْوَةِ ساعَةٍ قَدْ أعْقَبَتْ ... مَنْ نالَها حُزْنًا هُناكَ طَويلاَ

عَظُمَ الْبَلاءُ بها عَلَيْهِ وإِنَّما ... نالَ الْمُفَضِّلُ لِلشَّقاءِ قَليلاً

فإذا دَعَتْكَ إِلى الْخَطيئَةِ شَهْوَةٌ ... فاجْعَلْ لِطَرْفِكَ في السَّماءِ سَبيلاً

وخَفِ الإِلهَ فإِنَّهُ لَكَ ناظِرٌ ... وكَفى بِرَبِّكَ زاجِرًا وَسَؤولاَ

ماذا تَقولُ غَدًا إذا لاقَيْتَهُ ... بِصَغائِرَ وَكَبائِرَ مَسْؤولاَ

وقال رحمه الله تعالى:

اهْرَبْ بِنَفْسكَ مِنْ دُنْيًا مُظَلِّلَةٍ ... قَدْ أهْلَكَتْ قَبْلَكَ الأحْيَاءِ والمِلَلاَ

مُرٌّ مذاقَةُ عُقْباها وَأوَّلُها ... غَدارَةٌ تُكْثِرُ الأحزانَ والْعلَلاَ

إنْ ذُقتُ حَلْواءَها عادَتْ عَواقِبُها ... مَرارَةً يَجْتَويْها كُلُّ مَنْ أَكَلاَ

لَمْ يَصْفُ شُرْبُ امْرِئٍ فيها فأعْجَبَهُ ... إِلاَّ تَكَدِّرَ أوْ أَمْسى لَهُ وَشلاَ

زَوّالَةٌ ذاتُ إبْدالٍ بِصَاحِبِها ... تَرْضى بِطَارِفها مِنْ تالِدٍ بَدَلاَ

يَرْضى بِها ذاكَ مِنْ هدا ويَطْعَمُ ذا ... ما كانَ هذا بِهِ مِنْ كَسْبِهِ جَذِلاَ

تُذِلُّ هذا لِهذا بَعدَ عِزَّتِهِ ... وَقَدْ تَرى ذا لِهذا مَرَّةً خَوَلاَ

لَمْ تَعْتَذِرْ قَطُّ مِنْ ذَنْبٍ إلى أَحَدٍ ... والْحُرُّ مُعْتَذِرٌ إِنْ زَلَةً فَعَلاَ

هِيَ الَّتي لَمْ تَدُمْ مِنْها مَوَدَّتُها ... لِصاحِبٍ قَطُّ إِلاَّ صارَمَتْ عَجَلاَ

وَلَسْتَ حَقَّا بِهَوْلِ الْمَوْتِ مُنْقَلِبًا ... حَتّى تُعايِنَ بَعْدَ الْمَوْتِ أَهْوالاَ

أمَّلْتَ أَكَثَرَ مِمّا أنْتَ مُدْرِكُهُ ... والْعُمْرُ لابُدَّ أنْ يَفْنى وإِنْ طَالاَ

حَتّى مَتى أَنتَ بالآْمالِ مُشْتَبِكٌ ... إذا انْقَضى أَمَلٌ أمَّلْتَ آمالاَ

ألمْ تَرَ الْمَلِكَ الأُمِّيَّ حينَ مَضى ... هَلْ نالَ حَيٌّ مِنَ الدُّنيا كما نالاَ

أفناهُ مَنْ لَمْ يُفْني الْمُلوكَ فَقَدْ ... أَمسى وأَصبَحَ عَنْهُ الْمُلْكَ قَدِ زالاَ

<<  <  ج: ص:  >  >>