للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر:

ومَا مِن فتًى إلا سَيَبْلَى جَدِيْدُهُ ... وتُفْنِى الفَتَى الرَّوْحَاتُ والدُّلُجَاتُ

يَغُرُّ الفَتَى تَحْرِيكُهُ وسُكُونُهُ ... ولا بُدَّ يَوْمًا تَسْكُنُ الحَرَكَاتُ

وَمَنْ يَتَتَبَّعْ شَهْوَةً بَعْدَ شَهْوَةٍ ... مُلِحًّا، تَقَسَّمْ عَقْلَهُ الشَّهَواتُ

وَمَنْ يَأْمَنُ الدُّنْيا ولَيْسَ لِحُلْوهِا ... ولا مُرِّها فيما رَأَيْتَ ثَباتُ

أَجابَتْ نُفوسٌ داعِيَ اللهِ فَانْقَضَتْ ... وَأُخْرى لِداعي المَوْتِ مُنْتَظِراتُ

وَما زالَتِ الأَيّامُ بِالسُّخْطِ وَالرِّضا ... لَهُنَّ وَعيدٌ مَرَّة وَعِداتُ

إذا ازْدَدْتَ مالاً قُلْتَ مالي وَثَرْوَتي ... وما لَكَ إِلاَّ اللهُ والْحَسَناتُ

وقال أيضًا:

مَا أَقْرَبَ المَوْتَ جِدَّا ... أَتَاكَ يَشْتَدُّ شَدَّا

يَا مَنْ يُرَاحُ عَلَيْهِ ... بِالْمَوْتِ طَوْرًا وَيُغدَى

هَلْ تَسْتَطِيعُ لِمَا قَدْ ... مَضَى مِنَ العَيْشِ رَدَّا

الغَيُّ أَوْضَحُ مِنْ أَنْ ... يَرَاهُ ذُو العَقْلِ رُشْدَا

سَامِحْ أُمُورَكَ رِفْقَا ... وَاجْعَلْ مَعَاشَكَ قَصْدَا

مِنْ حَزْمِ رَأْيِكَ ألاَّ ... تَكُونَ لِلمَالِ عَبْدَا

مَا تَأْتِهِ مِنْ جَمِيلٍ ... يُكسِبْكَ أَجْرًا وَحَمْدَا

تَمُوتُ فَرْدًا وَتَأْتِي ... يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْدَا

طُوبَى لِعَبْدٍ تَقِيٍّ ... لَمْ يَأْلُ فِي الخَيْرِ جُهْدَا

وقال أيضًا:

أَلاَ إِنَّ لي يَومًا أُدانُ كما دِنْتُ ... سَيُحْصي كِتابي ما أسَأْتُ وَأحْسَنْتُ

أَمَا وَالَّذي أَرْجوهُ لِلْعَفْوِ إِنَّهُ ... لَيَعْلَمُ ما أَسْرَرْتُ مِنّي وأَعْلنْتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>