للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتَدُلُّ يَا هَذَا عَلاَمَاتٌ عَلَى ... مَن يَدَّعِي هَذَا الطَّرِيقَ الأرْشَدِ

مِنْهَا وَأعْظَمُهَا فَخَشْيَةُ رَبِّنا ... سِرًا وجَهْرًا في الرَّوَاحِ وفي الغَدِ

وكَذَا قَبُولُ الحَقِ مِمَّن قَالَهُ ... أكْرِمْ بِهَا مِن خَصْلَةٍ لَمْ تُوجَدِ

في غَالِبِ الناسِ الذِينَ عَرَفْتُهُمْ ... والمِحْنَةُ العُظْمَى مِن المُسْتَرْشِدِ

أمَّا التَّعَصُّبُ فَهْوَ دَاءُ تَظَلُّلٍ ... مَا كَانَ بَينَ مُعَاشِرٍ في مَحْشَدِ

إلاَّ تَنَاكَرَتِ القُلُوبُ وَأدْبَرَتْ ... وتَبَدَّلَتْ بَعْدَ البَيَاضِ بِأسْوَدِ

وكَذَاكَ مِنْهَا ذِكْرُهُ لإِلههِ ... فَلِسَانُهُ رَطْبٌ بِلهْجَتِهِ نَدِي

مَنْ حَبَّ شيئًا كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَهُ ... مَا سَابِقٌ لِلْقَومِ غَيرُ مُفَرِّدِ

والزُهْدُ في الدُنيا فأمْرٌ شَاهدٌ ... لِمَحَبَّةِ الأُخْرَى بِغَيرِ تَرَدُّدِ

ومِلاكُه الوَرَعُ الصَّدُوقُ فَمَنْ يُرِدْ ... تَحْقِيقَ مَا قَدْ قُلْتُه فَلْيُرْشِدِ

ودُعَاؤُنَا في وَقْتَ كُلِّ إجَابَةٍ ... لاَسِيَّمَا في كُل عَرْصَةِ مَسْجِدِ

أَنْ يَنْصُرَ الديِنَ وَيَجْمَعَ شَمْلَنَا ... وكَذاكَ يَمْنَحُنَا طَرِيقَةَ مَن هُدِي

ونَكُونَ مِن أنصارِ دِينِ نَبِّيِهِ ... وبِنَصرِهِ في كُلِّ وَقْتٍ نَهْتَدِي

ثُمَّ الصَّلاة مَعَ السلام جَمِيعِهِ ... أبَدًا عَلَى خير الأنام مُحمد

وعَلَى القَرابَةِ والصَّحَابَةِ كُلِّهِم ... أهْلِ الفَضَائِلِ والمَقَامِ الأَحْمَدِ

مِن مَا يُنْسَبهُ لِلإِمام علي - رضي الله عنه -:

أَحُسَينُ إِنِّي وَاعِظٌ وَمَؤَدِّبُ ... فافْهَمْ فإنَّ العَاقِلَ المُتَأَدِّبُ

واحْفَظْ وصِيَّةَ وَالدِ مُتَحَنِّنِ ... يَغْذُوكَ بِالآدَابِ كَيلا تَعْطَبُ

أَبُنَيَّ إِنَّ الرَّزِقَ مَكْفُولٌ بِهِ ... فَعَلَيكَ بِالإجْمَالِ فِيمَا تَطْلُبُ

لا تَجْعَلَنَّ المَالَ كَسْبَكَ مُفْردَا ... وتُقَى إِلهكَ فَاجْعَلَنْ مَا تَكْسِبُ

كَفَلَ الإِلَهُ بِرِزْقِ كُلِّ بَرِيَّةٍ ... والمَالُ عَارِيَةٌ تَجِيءُ وَتَذْهَبُ

والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِن تَلَفُتِ نَاظِرٍ ... سَبَبًا إِلى الإِنْسَانِ حِينَ يُسبَّبُ

ومِنْ السُيُولِ إِلى مَقَرِّ قَرَارِهَا ... والطَّيرِ لِلأَوكَارِ حِينَ تَصَوَّبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>