للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا نَفْسُ كَمْ تَعْصِي وَرَبُّكِ نَاظِرٌ ... وَيَرَى فِعَالَكِ والدَّجَى مَسْدُولُ

يَا نَفْسُ لاَ تَرْجي البَقاءَ فإنَّهُ ... سَيفُ المَنَايَا في الوَرَى مَسْلُولُ

كَيفَ الطَّرِيقُ إلى النَّجَاةِ وإنَّنِي ... بِقُيُودِ ذَنْبِي دَائِمًا مَغْلُولُ

مَا حِيلَتي إلاَّ البُكَاءُ وقَدْ غَدَا ... حُزْنِي عَلَى قُبْحِ الذُنُوب يَطُولُ

مِنْ بَعْدَ مَوتِ المُصْطَفَى هَلَ لامْرِئٍ ... في الدَّهْرِ يَومًا لِلْبَقَاءِ سَبِيلُ

وهو النبيُّ المُصْطَفى والمُجْتَبَى ... ونَبِيُّ حَقٍّ لِلْوَرَى وَرَسُولُ

صلى عليه اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ ... مَا حَنَّ مُشْتَاقٌ وسَارَ دَلِيلُ

آخر:

لَو جَرَى الدَمْع عَلَى قَدْرِ المصاب ... شابَهَتْ أجْفَانُنَا سَحَّ السَّحَابْ

مَاتَ خَيرُ الخَلْقِ مَن قد خَصَّهُ ... رَبُّهُ بالصَّحْبِ مِن خَيرِ صِحَابْ

كُلُ حَيٍّ ذَائِقٌ كَأْسَ الفَنَا ... هَكَذا المَسْطُورُ في أُمّ الكِتَابْ

أيُّها الناس لكم بالمُصْطَفَى ... أُسْوَةٌ فالموتُ يُدْنِي لِلذَّهَابْ

فَثِقُوا باللهِ وارْضَوا وخُذُوا ... مَا قَضَى اللهُ بَصَبْرٍ واحْتِسَابْ

واعْلَمُوا أنَّ النَّبِي المُصْطَفَى ... شَافِعٌ مُشَفَّعٌ يَومَ المَآبْ ...

فَعَليه اللهُ صَلِّ دَائِمًا ... كُلَّمَا أَمْطَر قَطْرٌ مِنْ سَحَابْ

آخر:

كَيفَ تَلْتَذُ جُفُوني بالمنام ... بَعْد شُرْبِ المُصْطَفَى كَأْسَ الحِمَامْ

أمْ لِقَلْبِي رَاحَةٌ مِن بَعْدِهِ ... وجُفْوَيِن بالبكَاء سَحَّتْ دَوَامْ

إنْ يَكُنْ غَابَ عن الدُنيا ففي ... جَنَّةِ المأْوَى لَهُ أعْلَى مَقَامْ

لَكِنِ المَقْدُورُ حَتْمٌ لاَزِمٌ ... مَا لَنَا مِن بأسِهِ مِن اعْتِصَامْ

لَيسَ في الدنيا بُكَاءٌ لامْرِئٍ ... بَعْدَ مَوتِ المُصْطَفَىَ خَيرِ الأنَامْ

<<  <  ج: ص:  >  >>