للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَفى حَزَنًا أني أُحَسِّنُ وَالْبِلى ... يُقَبِّحُ ما زَيَّنْتُ مِني وَحَسَّنْتُ

وَأَعْجَبُ مِنْ هذا هَناتٌ تَغُرُّني ... تَيَقَنْتُ مِنْهُنَّ الَّذي قَدْ تَيَقَّنْتُ

تَصَعَّدْتُ مُغْتَرًّا وَصَوَّبْتُ في الْمُنى ... وَحَرَّكْتُ مِنْ نَفْسي إِلَيها وَسَكَّنْتُ

وكَمْ قَدْ دَعَتْني هِمَّتي فَأجَبْتُها ... وكَمْ لَوَّثَتْني هِمَّتي فَتَلوَّثْتُ

مُعاشَرَةُ الإنْسانِ عِنْدي أمانَةٌ ... فَِإنْ خُنْتُ إنْسانًا فَنَفْسي الَّذي حُنْتُ

ولي ساعَةٌ لا شَكَّ فيها وَشيكَةٌ ... كَأنّيَ قَدْ حُنِّطْتُ فيها وَكُفِّنْتُ

أَلَمْ تَرَ أنَّ الأَرْضَ مَنْزِلُ قُلْعَةٍ ... وَإنْ طالَ تَعْميرِي عَلَيها وَأزْمَنْتُ

وَإنِّي لَرهْنٌ بِالْخُطوبِ مُصَرَّفٌ ... وَمُنْتَظِرٌ كَأسَ الرَّدى حَيثُما كُنْتُ

وقال أيضًا:

هَلْ عَلى نَفْسِهِ امْرُؤُ مَحْزُونُ ... مُوقِنٌ أنَّهُ غَداً مَدْفُونُ

فَهْوَ لِلْمَوتِ مُسْتَعِدٌّ مُعَدٌّ ... لا يَصُونُ الْحُطامَ فيما يَصونُ

يا كَثِيرَ الكُنوزِ إِنَّ الَّذي يَكْـ ... ـفيكَ مِما أكْثَرْتَ مِنْها لَدُونُ

كُلُّنا يُكْثِرُ الْمَذَمَّةَ لِلدُّنْـ ... ـيا وكُلٌّ بِحُبِّها مُفْتونُ

لتَنَالَنَّكَ الْمَنايا وَلَو أَنَّكَ ... في شاهِقٍ عَلَيكَ الْحُصونُ

وتَرى مَنْ بِها جَميعًا كَأنْ قَدْ ... غَلِقَتْ مِنْهُمُ ومِنْكَ الرُّهُونُ

أيُّ حَيٍّ إلاّ سَيَصْرَعُهُ الْمَو ... تُ وإلاَّ سَتَسْتَبِيِهِ الْمَنونُ

أَينَ آباؤُنا وآباؤهُمْ قَبْلُ ... وأينَ الْقُرونُ أَينَ الْقُرونُ

كَمْ أُناسٍ كانُوا فأفْنَتْهُمْ الأَيـ ... ـامُ حَتَّى كَأنَّهُمْ لَمْ يكُونُوا

لِلْمَنايا ولابْنِ آدَمَ أيّا ... مٌ ويَومٌ لا بُدَّ مِنْهُ خَئُونُ

والتَّصاريِفُ جَمَّةٌ غادِياتٌ ... رائِحاتٌ وَالْحادِثاتُ فُنُونُ

<<  <  ج: ص:  >  >>