للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَيكمُ بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ ... وَحِفْظِ صَلاةٍ في الجَمَاعِةِ تُنْتَظَرْ

فما هذِه الدُنْيَا بِدَارِ إقَامَةٍ ... سَيَرْحَلُ عَنْهَا كُلُ مَنْ نَامَ أو سَهَرْ

وَيا مَن تَمَادَى في الضَّلاَلةِ والعَمَى ... أَمَا آنَ أنْ تَخْشَى الإِلَهَ كَمْنَ حَضَرْ

فَربُّكَ بِالمِرْصَادِ أنْ كُنْتَ غَافِلاً ... سَرِيعُ انْتَقامٍ أخْذُهُ أحْذّ مُقْتَدِرْ ...

وَرَبُّكَ لاَ تَخْفَى عَلَيهِ خَفِيَّةٌ ... وَيَعْلَمُ وَسْواسَ الصُدُورِ ومَنْ أسَرْ

فَتُوبُوا إلى المَولَى جَمِيعًا وسَارِعُوا ... إلى جَنَّةٍ المَأْوَى وسَوَوهُ مُؤْتَمَرْ

تَنَالُوا بِدَنْيَاكُم جَمَالاً ورِفْعَةً ... وَعِزًا وتَمْكِينَاً كَذَا الذَّنْبُ يُغْتَفَرْ

ويَا آمِرِي بالعُرْفِ بِاللهِ فأْمُرْوا ... بِعلْمٍ وحِلْمٍ كَي بِذَا النَّاسُ تَأْتَمِرْ

وقُومُوا عَلَى أولادِكُم قَبْل أمْرِكُمْ ... كَمَا فَعَلَ الفَارُوقُ أعْنِي بِهِ عُمَرْ

ويَا عُلَمَاءَ المُسلِمينَ فأخْلِصُوا ... مَعَ اللهِ نِيَّاتٍ لَكُم وانْبُذُوا الأشَرْ

فإنَّ صَلاَحَ النَّاسِ طُرًّا صَلاَحُكُمْ ... وكُونُوا لِوَالي الأمْرِ أنْفَعَ مُؤْتَزَرْ

وأحْسَن مَا يَحْلُو الخِتَامُ بِذَكْرِهِ ... صَلاةٌ وتَسْلِيمٌ عَلى سَيِّدِ البَشَرْ

مُحَمَّدٍ المَعْصُومِ والآلِ كُلِّهِم ... وأصْحَابِهِ والتَابعينَ عَلَى الأثَرْ

وقال حسان يُرْثِي أهْلَ مُؤْتَةَ .. جَهَّزَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَيشًا ليِقْتَصَّ ِمَّنْ قَتَلُوا الحارِثَ بن عُمير الأزَدِي:

تَأَوَّبَنَي لَيلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ ... وهَمٌ إذَا مَا نَوَّمَ النَّاسُ مُسْهِرُ

لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيَّجتْ ثَمَّ عَبْرَةً ... سَفُوحًا وأسْبَابُ البُكَاءِ التَّذكُرُ

بَلاءٌ وفِقْدَانُ الحَبِيبِ بَلِيَّةٌ ... وَكَمْ من حَبِيبٍ يُبْتَلى ثُمَّ يَصْبرُ

رَأيتُ خِيَارَ المُؤْمِنِينَ تَوارَدُوا ... شَعُوبَا وقَدْ خُلِّفْتُ فِيمَنْ يُؤَخَّرُ

فلا يُبْعِدَنَّ الله قَتْلَى تَتَابَعُوا ... بِمُؤْتَةَ مِنْهُم ذو الجناحَينِ جَعْفَرُ

وزَيدٌ وعَبْدُ اللهِ حِينَ تَتَابَعُوا ... جَمِيعًا وأسْبَابُ المَنيَّة تَخْطُرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>