للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكَمْ صارَ تَحتَ الأَرْضِ مِنْ خامِدٍ بِهِا ... وقَدْ كانَ يَبْني فَوْقَها ويَشيدُ

وقال رحمه الله:

الخَيْرُ والشَّرُ عاداتٌ وأهْواءُ ... وَقدْ يَكونُ مِنَ الأَحْبابِ أعْدَاءُ

لِلْحلْمِ شَاهِدُ صِدقٍ حينَ ما غَضَبٌ ... وَلِلْحَليمِ عن الْعَوْراتِ إغْضاء

كُلٌّ لَهُ سَعْيُهُ والسَّعْيُ مُخْتَلِفٌ ... وكُلُّ نَفْسٍ لَها في سَعْيِها شاءُ

لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ عِنْدَ عالِمِهِ ... مَنْ لَمْ يَكُنْ عالِمًا لمْ يَدْرِ ما الدّاءُ

الْحَمدُ لله يَقْضي ما يَشاء ولا ... يُقْضى علَيْهِ وَما لِلْخَلْق ما شاؤوا

لَمْ يُخْلَقِ الْخَلْقُ إلاّ لِلْفَناءِ مَعًا ... نَفْنى وَتَفنى أحاديثٌ وأسماءُ

يا بُعْدَ مَنْ ماتَ مِمَّنْ كانَ يُلْطِفُهُ ... قامَتْ قِيامُتُهُ والنّاسُ أحياءُ

يُقْصي الخَليلُ أخاهُ عِندَ مِيتَتِهِ ... وَكُلُّ مَنْ ماتَ أقْصَتْهُ الأَخِلاَءُ

لَمْ تَبْكِ نَفَسَكَ أيامَ الحَياةِ لِما ... تَخْشى وأَنْتَ عَلى الأمْواتِ بَكاءُ

أسْتَغفِرُ الله مِنْ ذْنبي وَمن سَرَفي ... إني وإنْ كنْتُ مَسْتورًا لَخَطَاءُ

لَم تَقَتْحَمْ بِي دَواعي النَّفْسِ مَعْصِيَةً ... إلاَّ وَبَيني وبَينَ النُّورِ ظَلماءُ

كمْ راتِعٍ في ظِلالِ العَيْشِ تَتْبَعُهُ ... مِنْهُنَّ داهِيَةٌ تَرْتَجُّ دَهْياءُ

وَلِلْحَوادِثِ ساعاتٌ مُصَرَّفَةٌ ... فِيهنَّ لِلْحَيْنِ إدْناءٌ وَإقْصاءُ

الْحَمَدُ للهِ كُلٌّ ذُو مُكاذَبَةٍ ... صارَ التَّصادُقُ لا يُسْقى بهِ المْاء

<<  <  ج: ص:  >  >>