للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالمَنْعُ منه عَطِيَّةٌ مَعْروفَةٌ ... والفَقْرُ إكرامٌ وَلُطْفٌ عَاجِلٌ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ يُرَى مُتَحَفِظًا ... مُتقَشِفًا في كل مَا هُوَ نَازِلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ يُرَى مَن شَوقِهِ ... مِثْلَ السَّقِيم وفي الفُؤادِ غَلائِلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ يُرَى مِن أُنْسِهِ ... مُسْتَوحِشًا مِن كل ما هو شَاغِلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ يُرَى مُتبَسِّمًا ... والقَلْبُ فيه مَعَ الحَنِينِ بَلاَبِلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ حُزْنهُ ونَحيبُه ... في كُل يَومِ زفَرَةٌ وعَوِيلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أُنْسُه بين الوَرَى ... والقَلْبُ من خَوف الحساب عَليلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ يُرَى مُتَمَسِّكًا ... بِسُؤال مَن يُحْظى لَدَيه السَّائِلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ تَراهُ باكِيًا ... أنْ قَدْ رآه على قَبَائِحَ عَاقل

وَمِنَ الدَّلائَلِ أن تَراهُ مُسَافرًا ... نَحْوَ الجَهادِ لِبَتَّبِعْهُ الفَاصِلُ ...

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ يُرَى مُسْتَحْضِرًا ... أن لا شَبِيءهَ لِرَبِهِ ومَثِيلُ

وَمِنَ الدَّلائَلِ أنْ تَرَاهُ مُسْلِمًا ... كُلَّ الأمُورِ ويَرْتجيهِ يُقِيلُ

ذِكْرُ بَعْضِ أحْوَالِ وأَهوالِ القِيَامة

آخر:

إذَا قَرُبَتِ الساعةُ يَا لَهَا ... وزُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا

تَسِيرُ الجِبَالُ عَلَى سُرْعَةٍ ... كَمرِّ السُّحابِ تَرَى حَالَها

وتَنْفَطِرُ الأرْضُ من نَفْخَةٍ ... هُنَالِكَ تُخْرِجُ أثقالَهَا

ولا بُدَّ مِن سَائِلٍ قَائِلٍ ... مِن الناسِ يَومَئِذٍ مَالَهَا

تُحَدِّث أخْبَارَهَا رَبَّهَا ... ورَبُّكَ لا شَكَ أوحَالَهَا

ويَصْدُرُ كُلٌ إلَى مَوقِفٍ ... يُقِيمُ الكُهُولَ وأطْفَالَهَا

تَرَى النَّفْسُ ما عَملَتْ مُحْضرًا ... وَلَو ذَرَّةً كَانَ مِثْقَالَهَا

يُحَاسَبُهَا مَالِكٌ قَادِرٌ ... فإمَّا عَلَيهَا وإمَّا لَهَا

نَرَى الناسَ سَكْرَى بلا خَمْرةٍ ... ولَكِنْ تَرى العَينُ مَا هَالَهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>