للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر:

صَرَفْتُ إلى رَبِّ الأنام مَطَالِبي ... وَوَجَّهْتُ وَجِهي نَحْوَهُ وَمَآربي

إلى المَلكِ الأعْلَى الذَي لَيْسَ فَوقَهُ ... مَلِيْكٌ يُرَجَّى سَيْبُهٌ في الْمَتاعِبِ

إلَى الصَّمَد البَرَّ الذي فَاضَ جُوْدُهُ ... وعَمَّ الوَرَى طُرًا بجَزْلِ المَوَاهِبِ

مُقِيْليْ إذَا زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ عَاثِرًا ... وأسْمَحَ غَفَّارٍ وأكْرمَ وَاهِبِ

فَمَا زَالَ يُوْلِيْني الجَميْل تَلَطُّفًا ... ويَدْفَعُ عَنِّي في صُدُورِ النَّوائِبِ

ويَرْزُقُني طِفْلاً وكَهْلاً وقَبْلَهَا ... جَنْينًا ويَحْمِيْني وَبيَ المكَاسِبِ

إذَا أَغْلَقَ الأَمْلاَكُ دُوْني قُصُورَهُمْ ... ونَهْنَهَ عن غِشْيانهِمْ زجر حَاجِبِ

فزعت إلى بَابِ المُهَيْمِن طَارقًا ... مُدِلاً أنُادي باسْمِهِ غَيْرَ هَائِبِ

فَلَمْ أَلْفِ حُجَّابًا وَلم أَخْشَ مِنْعَةً ... ولَوْ كَانَ سُؤْليْ فَوْقَ هَامِ الكَواكِبِ

كَريْمٌ يُلَبيْ عَبْدَهُ كُلَّمَا دَعَا ... نَهَارًا ولَيْلاً فَي الدُجَى وَالغَياهِبِ

سَأسْألُهُ مَا شِئْتُ إنَّ يَمِيْنَهُ ... تَسِحُّ دِفَاقًا باللِّهَى والرَّغَائِبِ

فَحَسْبِيَ رَبِيْ في الهَزَاهِزِ مَلْجَاًّ ... وحِرْزًا إذَا خِيْفَتْ سِهِامُ النَّوائِبِ

انتهى

آخر:

يَا خَالقِي عَبدُكَ الخاطِي الحَزينُ لَقَدْ ... أَتَاكَ مَنْكَسِرًا فاجْبُرْ لِمْنِكَسِرِ

مُسْتَغْفِرًا من ذُنُوبٍ لاَ عِدَادَ لَهَا ... بِعَفْوِكَ الجمِّ يَا رَحْمنُ لا تَذَرِ

فلاَ تَدَعْني مَلِيْكَ العَرْش مُطَّرِحًا ... بَيْنَ النّوَائِب والأَسْدَام والغِيَرِ

حَسْبي لَدَىَ المُوبِقَاتِ الصُّم أنْتَ فَلاَ ... نَرجُوا سِوَاكَ لِنَيْلِ السُؤْلِ والوطرِ

عَلَيْكَ ياذَا العَطَا والمنِ مُعْتَمَدِي ... فِي كُلّ خَطْبٍ أَتَى بالغَيْر والضَّرَرِ

فاغْفِرْ واكْرمْ عُبَيْدًا مالَهُ عَمَلُّ ... مِن الصَّوَالحِ يا رَحْمنُ في العُمُر

لَكِنَّهُ تَائِبٌّ مِمَّا جَنَاهُ فَقَدْ ... أَتَاكَ مُسْتَغْفِرًا يَخْشَى مِن السَّقَرِ

فإن رَحْمِتَ على مَن جَاء مُفْتَقِرًا ... فأنْتَ أهْلٌّ بِهِ يا ربِّ فاغْتَفِرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>