للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كمْ يَسْتَصِمًّ الغافِلونَ وقَدْ دُعُوا ... وَغَدا وَراحَ عَليْهِمُ الْحَدَثانُ

أَبْشِرْ بِعَوْنِ اللهِ إنْ تَكُ مُحْسِنًا ... فَالْمَرْءُ يُحْسِنُ طَرْفَةً فَيُعَانُ

فَنِيَ التَّعَزُّزُ عَنْ مُلوكٍ أصْبَحَتْ ... في ذِلَّةٍ وَهُمُ الأَعِزَّةَ كانُوا

أَأُسَرُّ في الدُّنْيا بِكُلِّ زِيادَةٍ ... وزِيادَتي فيها هِي النُّقْصانُ

وَيْحَ ابْنِ آدَمَ كَيْفَ تَرْقُدُ عَيْنُهُ ... عَنْ رَبِّهِ وَلَعَلَّهُ غَضْبانُ

وَيحَ ابْنِ آدَمَ كَيْفَ تَغْفُلُ نَفْسُهُ ... وَلَهُ بِيَوْمِ حِسابِهِ استْيِقانُ

يَوْمُ انْشِقاقِ الأَرْضِ عَنْ أهْلِ الْبِلى ... فيها وَيَبْدو السُّخْطُ والرِّضْوانُ

يَوْمُ الْقِيامَةِ يَوْمَ يُظْلِمُ فيهِ ظُلْـ ... ـمُ الظَّالِمينَ وَيُشْرِقُ الإِحْسانُ

يا عامِرَ الدُّنْيا لِيَسْكُنَها وَلَيْـ ... ـسَتْ بِالَّتِي يَبْقى لهَا سُكَّانُ

تَفْنى وَتَفْنى الأَرْضُ بَعْدَكَ مِثْلَما ... يَفْنى الْمُناخُ وَيَرْحَلُ الرُّكْبانُ

أَهْلَ الْقُبورِ نَسِيتُكُمْ وَكَذاكُمُ الإِ ... نْسانُ مِنْهُ السَّهْوُ وَالنِّسْيانُ

أَهْلُ البِلَى أنْتُمْ مُعَسْكَرُ وحْشَةٍ ... حَيْثُ اسْتَقَرَّ البُعْدُ والهِجْرَانُ

وقال أيضًا:

كُلُّ حَيٍّ إِلى الْمَماتِ يَصيرُ ... كُلُّ حَيٍّ مِنْ عَيْشِهِ مُغْرورُ

لا صَغيرٌ يَبْقى عَلى حادِثِ الدَّهرِ، ... ألا لا ولَيْسَ يَنْجو الْكَبيرُ

كَيْفَ نَرْجو الْخُلودَ أوْ نَطْمَعُ الْعَيْـ ... ـشَ وأبياتُ سالِفينا الْقُبورُ

رُبَّ يَوْمٍ يَمُرُّ قَصدًا عَلَينا ... تَسفيُ الرِّيحُ تُرْبَها وتَمورُ

مِنْهُمُ الْوالِدُ الشَّفيقُ عَلَينا ... والأَخُ الْمُمْحِضُ الْوَصولُ الأَثيرُ

وابْنُ عَمٍّ وجارُ بَيْتٍ قَريبٍ ... وصَديقٌ وزائِرٌ ومَزورُ

يا لَها زَلَّةً وضِلَّةَ رَأْيٍ ... لَيسَ مِنّا في جَهْلنا مَعذورُ

أَوْرَدَتْنا الدُّنيا وما أصْدَرَتْنا ... إنَّ هذا مِنْ فِعْلِنَا لَغُرورُ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>