للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإذا عَقَلْتَ هَوَاكَ عَنْ هَفَوَاتِهِ، ... أَطْلَقْتَهُ مِن شِينِ كُلّ عِقَالِ

وَإذا سكَنْتَ إلى الهُدَى، وَأَطَعْتَهُ، ... أُلْبِسْتَ حِلَّةَ صالحِ الأَعْمالِ

وَإذا طَمِعْتَ لَبِسْتَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ، ... إِنَّ المَطامِعَ مَعْدِنُ الإِذْلالِ

وَإذا سَحَبْتَ إِلى الهَوَى أَذْيَالَهُ، ... كَسَبَتْ يَداكَ مَوَدَّةَ الجُهّالِ

وَإذا حَلَلْتَ عنِ اللّسانِ عِقالَهُ، ... أَلقَاك مِن قِيلٍ عَلَيكَ وَقالِ

وَإذا ظَمِئْتَ إلى التُّقَى أَسْقَيتَهُ ... مِنْ مَشرَبٍ عَذْبِ المَذاقِ، زُلالِ

وَإذا ابتُليتَ ببَذْلِ وَجْهِكَ، سَائِلاً، ... فابْذُلْهُ للمُتَكَرّمِ المِفْضَالِ

إِنّ الشَّرِيفَ، إذا حَباكَ بِوَعْدِهِ، ... أَعْطَاكَهُ سَلِسًا، بِغَيرِ مِطالِ

ما اعتاضَ باذِلُ وَجْهِهِ بِسُؤالِهِ ... عِوَضًا، وَلَو نَالَ الغِنى بِسُؤالِ

عَجَبًَا عَجِبْتُ لمُوقِنِ بِوَفَاتِهِ، ... يَمْشِيِ التَّبَخْتُرَ، مِشيَةَ المُختالِ

وقال آخر:

فما لَكَ لَيسَ يَعملُ فيكَ وَعْظٌ، ... وَلا زَجْرٌ، كأْنَكَ مِنْ جَمَادِ

سَتَنْدَمُ إنْ رَحَلْتَ بغيرِ زَادٍ ... وتَشْقَى، إذْ يُناديكَ المُنادِي

فَلا تَأمَنْ لِذِي الدّنْيا صَلاحًا، ... فإنْ صَلاحَها عَينُ الفَسَادِ

ولا تَفْرَحْ بِمَالٍ تَقْتَنيهِ، ... فإنّكَ فِيهِ مَعْكُوسُ المُرادِ

وتُبْ مِمِّا جَنَيتَ، وأنْتَ حَيٌ، ... وكُنْ مُتَنَبّهًا، قَبلَ الرّقادِ

أتَرْضَى أنْ تكونَ رفيقَ قَومٍ، ... لُهمْ زَادٌ وأنْتَ بِغَيرِ زَادِ

وقال الشيخ سليمان بن سحمان:

أَلاَ قُلْ لِذَي جَهْلٍ بِكَلِّ الحَقائِقِ ... وأَقْومِ مِنْهاجٍ لأَهْلِ السَّوابِقِ

ومَنْ سَلكُوا نهجًا مِن الدِّينِ واضِحًا ... وكَانَ لَعَمْرو اللهِ أهْدَى الطَّرائقِ

أُولئكَ أصحابُ النَّبِيِّ محمَّدٍ ... ذَوو العلمِ والتَّحقيقِ أَزكى الخلائقِ

<<  <  ج: ص:  >  >>