للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهْلَ الْقُبورِ لا تَواصُلَ بَيْنَكُمْ ... مَنْ ماتَ أصْبَحَ حَبْلُهُ رَثَّ الْقُوَى

يا مَنْ أَقامَ وَقدْ مَضى إِخوانُهُ ... ما أَنْتَ إلاّ واحِدٌ مِمَّنْ مَضَى

أَنَسيتَ أَنْ تُدْعى وَأَنْتَ مُحَشْرِجٌ ... ما إنْ تُفيقُ وَلا تُجيبُ لِمَنْ دَعا

أَمّا خُطاكَ إلى الْعَمى فَسَريعَةٌ ... وَإلى الهُدى فَأَراكَ مُنْقَبضَ الْخُطا

وقال أيضًا:

تَخَفَّفْ مِنَ الدُّنْيا لَعَلَّكَ أنْ تَنْجُو ... فَفي الْبِرِّ والتَّقْوى لَكَ الْمَسْلَكُ النَّهْجُ

رَأَيْتُ خَرابَ الدَّارِ يَحكيهِ لَهْوُهَا ... إِذا اجْتَمَعَ المِزْمارُ وَالْعودُ وَالصَّنْجُ

أَلا أيُّها المَغْرورُ هَلْ لَكَ حُجَّةٌ ... فأَنتَ بِها يَوْمَ الْقِيامَةِ مُحْتَجُّ

تَدَبَّرْ صُروفَ الحادِثاتِ فَإِنَّها ... بِقَلْبِكَ مِنْها كُلِّ آوِنَةٍ سَحْجُ ...

وَلا تَحْسَبِ الحالاتِ تَبقى لأَهْلِها ... فَقَدْ تَسْتَقيمُ الحالُ طَوْرًا وَتَعْوَجُّ

مَنْ اسْتَطْرَفَ الشَّيءَ اسْتَلَذَّ اطِّرافَهُ ... وَمَنْ مَلَّ شَيئًا كانَ فيهِ لَهُ مَجُّ

إِذا لَجَّ أهْلُ اللُّؤْمِ طاشَتْ عُقولُهُمْ ... كَذاكَ لَجَاجاتُ اللِّئامِ إِذا لَجُّوا

تَبَارَكَ مَنْ لَمْ تَشْفِ إلاّ بِه الرُّقى ... ولم يَأْتَلِفْ إِلاّ بِه النَّارُ والثَّلْجُ

وقال أيضًا:

الْحَمْدُ للهِ كُلٌّ زائِلٌ بالِ ... لا شَيْءَ يَبْقى مِنَ الدُّنْيا عَلى حَالِ

يا ذا الَّذي يَشْتهي ما لا ثَوابَ لَهُ ... تَبْغي الثَّوابَ فَكُنْ حَمَّالَ أثْقالِ

لا خَيرَ في الْمالِ إلاّ أنْ تُقَدِّمَهُ ... إنْ لمْ تُقَدِّمْهُ ما تَرْجو مِنَ الْمالِ

أَما وَدَيَّانِ يَوْمِ الدّينِ ما طَلَعَتْ ... شَمْسٌ ولا غَرَبَتْ إلاَّ لآجالِ

كُلٌّ يَمُوتُ وَلَكِن نَحْنُ فِي لَعِبٍ ... وَالْمَوتُ مُحْتَجِبٌ عَنَّا بِآمَالِ

وقال أيضًا:

ألا رُبَّ أحزانٍ شَجاني طُروقُها ... فَسَكَّنْتُ نَفْسي حينَ هَمَّ خُفوقُها

وَلَنْ يَستَتِمَّ الصَّبْرَ إلاَّ مَنْ لا يَرُبُّهُ ... ولَنْ يَعْرِفَ الأحزانَ مَنْ لا يَذوقُها

<<  <  ج: ص:  >  >>