آخر:
تَمُرُّ لِدَاتِي واحِدًا بَعْدَ واحِدِ ... وأَعْلَمُ أَنِي بَعْدَهُمُ غَيْرُ خالِدِ
وأَحْمِلُ مَوْتَاهُمْ وأَشْهَدُ دَفْنَهُمْ ... كأَنِّي بَعِيدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ شَاهِدِ
فها أَنَا في عِلْمِيِ بِهِم وَجَهَالِتي ... كَمُستَيْقِظٍ يَرنُو بِمُقلَةِ رَاقِدٍ!
انْتَهَى
يا آمنَ الأقدارِ بَادِرْ صَرْفَها ... واعْلَمْ بأَنَّ الطَّالِبِينَ حثَاثُ
خُذْ مِن تُراثِكَ مَا استطعت فإنِمَّا ... شُركَاؤُك الأَيَّامُ والوُرَّاثُ
ما لِي إِلى الدُّنْيا الغَرُورَةِ حَاجَة ... فليُخُزَ ساحرُ كَيدِها النَّفَّاثُ
والمرءُ يُبْلَيِْه فِي الدنيا ويَخْلقُهُ ... حِرْصٌ طَوِيْلٌ وعُمْرُ فيهِ تَقْصِيْرُ
يُطَوِّقُ النحْرِ بِالآمالِ كَاذِبَةً ... ولَهْذَمُ الموتِ دُوْنَ الطَّوْق مَطْرُوْرُ
جَذْلاَنَ يَبْسِمُ فِي أَشْراكِ مِيتَتِهِ ... إن أَفْلَتَ النَّابُ أرْدَتْهُ الأَظَافِيْرُ
«أُؤَمِّلُ أَنْ أَحُيَا وَفي كُلِّ سَاعَةٍ ... تَمُرُّ بِيَ المَوْتَى تُهُزُّ نُعُوشُها»
«وهَلْ أَنَا إلاَّ مِثْلَهم غَيْرَ أنَّ لِي ... بَقَايا ليَالٍ في الزمَانِ أَعِيْشُهَا»
يا أيُّهَا البَانِي الناسِي مَنِيَّتهُ ... لا تأمَنَنَّ فإنَّ الموتَ مَكتُوبُ
على الخلائِقَ إن سُرُّوا وإن حَزنُوا ... فالموتُ حَتْفٌ لِذِي الآمالِ مَنْصُوبُ
لا تَبْنِيَنَّ دَيارًا لَسْتَ تَسْكنُها ... ورَاجِعِ النُسْكَ كَيْمَا يُغْفَر الحُوبُ ...
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute