والآدِمي بهذَا الكَسْبِ مُرْتَهَنٌ ... لَهُ رَقيبٌ على الأَسْرارِ يَطَّلِعُ
حَتَّى يُرَى فِيه يومَ الجَمْعِ مُنْفَرِدًا ... وَخَصْمُهُ الجِلْدُ وَالأَبْصَارُ وَالسَّمَعُ
وإذْ يَقُومُونَ والأَشْهَادُ قَائِمَةٌ ... والجنُّ وَالإِنْسُ والأملاكُ قد خَشعُوا
وطارتْ الصُّحْفُ في الأَيدِي مُنْشَّرَةً ... فيها السَّرَائرُ والأَخْبَارُ تُطَّلَعُ
فكيفَ بالنّاسِ والأنباءُ واقعةٌ ... عَمَّا قَلِيلٍ وَمَا تَدْرِي بِمَا تَقَعُ
أَفِي الجِنَانِِ وَفَوزٍ لا انقطاعَ لَهُ ... أمْ فِي الجَحِيمِ فَلا تُبْقِي ولا تَدَعُ
تَهْوِي بُسُكَّانِهَا طَورًا وَتَرْفُعُهُمْ ... إِذَا رَجَوا مَخْرَجًا مِنْ غَمِّهَا قُمِعُوا
طَالَ البُكاءُ فَلَم يَنْفَعْ تَضرُّعُهُم ... هَيهَاتَ لا رِقّةٌ تُغْنِي وَلا جَزَعُ
آخر:
للهِ دَرُّ السَّادَة العُبَّادِ ... في كلِّ كَهْفٍ قَدْ ثَوَوا أَو وَادِي
أَلْوَانُهُم تُنْبِيكَ عَنْ أَحْوَالِهم ... ودُمُوعُهُمْ عَن حُرْقَةِ الأَكْبَادِ
كَتَمُوا الضِّنَى حِفْظًا لَهُمْ وتَحَمَّلُوا ... سُقْمَ الهَوَى ومَشَقَّةَ الأَجْسَادِ
هَجَروا المَرَاقِدَ في الظَّلامَ لِرَبّهمْ ... واسْتَبْدَلوا سَهَرًا بِطِيبِ رُقَادِ
لا يَفْتُرونَ إذا الدُّجَى وافاهُمُو ... مِن كَثْرةٍ الأَذكار والأَورَادِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute